هل من قبيل الصدفة ان يكون دور "روز اليوسف" في المسلسل، الذي يحمل هذا الاسم، هو الدور الذي يثير اليوم حماس الفنانة مادلين طبر، اكثر مما يثيره اي دور آخر معروض عليها؟ والسبب في غاية البساطة: مادلين تعتبر نفسها مولعة بروز اليوسف، أولاً لأن هذه الاخيرة واسمها الحقيقي فاطمة اليوسف غادرت لبنان ذات مرة، لتوجد لنفسها مكانة في القاهرة التي كانت تضج بالفن والحياة في النصف الأول من القرن العشرين، فوجدت تلك المكان، في الفن أولاً، ولكن في السياسة والاعلام بعد ذلك، وثانياً، لأن روز اليوسف مزجت تحديداً، بين الفن والاعلام. مادلين بدورها، امتزج لديها الاعلام بالفن، ولبنان بمصر. فالذين يعرفون مادلين، يعرفون انها كانت مقدمة برامج في التلفزيون اللبناني، قبل ان تقرر سلوك درب التمثيل والعمل الفني، وخصوصاً بعد نجاح دور قامت به في واحد من افلام دريد لحام "كفرون". ولأن الحياة الفنية كانت خلال السنوات الأخيرة من الحرب اللبنانية ضحلة، وجدت مادلين ان من الطبيعي لها ان تقصد القاهرة حيث تعيش الآن، محاولة ان تعزز لنفسها مكانة في حياتها الفنية. قبل أيام مرت مادلين طبر بلندن في طريق عودتها من تونس الى القاهرة. وهي في تونس مثلت لبنان في مهرجان الاذاعة والتلفزيون، ولقيت هناك، كما تؤكد ترحيباً كبيراً، خصوصاً وان جمهور التلفزة التونسي يعرفها من خلال مشاركتها الأساسية في تقديم مهرجان الأغنية العربية انطلاقاً من بيروت قبل شهور، كما من خلال الادوار التي لعبتها في عدد من الأفلام المصرية. ومادلين، في كلمتها امام جمهور المهرجان التونسي، حرصت على التذكير بالروابط الحضارية والتاريخية التي تربط لبنانبتونس. كما حرصت ان تشكر مسؤولي المهرجان على الميدالية الذهبية التي خصوها بها. وفي القاهرة، حال عودتها، ينتظر مادلين العديد من المشاريع التي حركها النجاح الكبير الذي كان من نصيب مسرحية "عشا العميان" التي كانت من أولى مسرحيات القطاع العام التي تحقق نجاحاً كبيراً في الآونة الاخيرة. من هنا كان الأمر مفاجئة حقيقية. وترى مادلين ان مسلسل "روز اليوسف" ربما يكون اهم ما ينتظرها، هي التي تراهن منذ الآن على عرض مسلسل "الابن الضال" لمدحت السباعي في شهر رمضان المقبل، وتلعب في المسلسل دوراً أساسياً. فماذا عن السينما التي هي غرام مادلين طبر، الأول والأخير؟ حسناً، تقول، ان هناك "ادواراً كثيرة تعرض عليّ، لكن القليل منها يثير حماسي. لأن معظم ما يعرض، وخاصة منذ نجاح "عشا العميان"، لا يقترح عليّ سوى ادوار نمطية متشابهة". من هذا تستثني فيلم "كارلوس" الذي يفترض بها ان تمثله قريباً، الى جانب أحمد السقا وآخرين، وسيكون من انتاج سامي العدل الذي تقول "ان معظم ما انتجه وشارك فيه، حتى الآن، جيد ورفيع المستوى". وفي "كارلوس" ستلعب مادلين دور يهودية "احبت" كارلوس، لكنها سلّمته الى اعدائه. وإذ تقول مادلين هذا، تبتسم وتضيف "سألعب هذا الدور بحماس، مع انه يتناقض كلياً مع شخصيتي...".