أجرى وزير الداخلية المغربي السيد مصطفى الساهل محادثات مع نظيره الجزائري السيد يزيد زرهوني على هامش اعمال اجتماع وزراء داخلية دول"5+5"في غرب المتوسط المغرب وتونسوالجزائر وموريتانيا وليبيا من الجانب المغاربي وفرنسا واسبانيا والبرتغال وايطاليا ومالطا من الجانب الأوروبي. وذكرت مصادر رسمية ان المحادثات التي تعتبر الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة المالية بين المغرب والجزائر عرضت الى مجالات التفاوت الثنائي في النطاق المدني، خصوصاً في ضوء تزايد الهجرة غير الشرعية التي تتخذ من الحدود المغربية - الشرقية أحد المعابر الرئيسية. وتزامن وجود زرهوني في المغرب مع استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس وفوداً ليبية مبعوث العقيد معمر القذافي السيد عبدالعاطي العبيدي وموريتانية السفير شياح ولد علي عرضت معه الأوضاع المغاربية. الى ذلك، رحّلت السلطات المغربية أول من أمس عشرات المهاجرين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء الى الحدود مع الجزائر كونهم تسللوا منها الى المغرب، ما يعني سريان مفعول التعاون بين البلدين في هذا المجال على رغم حدة الخلافات السياسية. ويأتي اجتماع وزراء داخلية بلدان غرب المتوسط في غضون تزايد محاولات اقتحام السياج الأمني الذي وضعته السلطات الاسبانية حول مدينتي سبتة ومليلية. وذكرت مصادر رسمية ان آخر محاولة في هذا الإطار وقعت فجر أمس لدى اقتحام نحو 700 مهاجر افريقي السياج الأمني حول مليلية شمال شرقي البلاد في منطقة تعرف ب"الحي الصيني"نسبة الى تهريب البضائع القادمة من بلدان آسيوية. إذ تمكن ما بين 200 و300 منهم من عبور السياج الذي يزيد ارتفاعه على ستة أمتار، ما أدى الى وقوع أكثر من 120 جريحاً بين المهاجرين الأفارقة، بعد تدخل مشترك بين القوات المغربية وقوات الحرس المدني الاسباني واعتقال اعداد كبيرة من المهاجرين الذين يصرون على النفاذ الى المدينتين المحتلتين بأي ثمن. ونقل عن مهاجرين معتقلين القول انهم سيحاولون معاودة الكرة من جديد، كونهم لا يرغبون في العودة الى بلدانهم الأصلية. ويعتبر حادث اقتحام سياج مليلية الثالث من نوعه في أقل من 10 أيام على رغم سقوط ضحايا في المحاولتين السابقتين في مليلية وسبتة فيما تواصل قوات مغربية، تضم المئات من رجال الدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية، تمشيط شريط طويل في المنطقة الشمالية المحاذية للساحل الاطلسي بحثاً عن مهاجرين يقيمون في الغابات والأحراث والكهوف. وشكل موضوع الهجرة غير الشرعية في ضوء الأحداث الراهنة أهم ملف أمام جدول أعمال وزراء داخلية"5+5"الذين سيضعون خطة مشتركة لمواجهة الظاهرة، إضافة الى البحث في تفعيل آليات محاربة المخدرات والجريمة المنظمة والارهاب. وكان الموضوع ذاته محور اجتماع وزراء خارجية المنتدى المتوسطي الذي استضافته مدينة الحمامات في تونس نهاية الاسبوع وهدف الى اقامة فضاء أكبر للتعاون في محاربة هذه الظواهر من خلال خطة ستعرض على مؤتمر برشلونة نهاية الشهر المقبل.