تحول اهتمام كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان إلى مهمة اختيار بابا جديد، وذلك غداة إجراء مراسم دفن الحبر الاعظم يوحنا بولس الثاني. واستهلت أمس فترة الحداد في الفاتيكان التي تستمر تسعة أيام وتشهد قداديس يومية في بازيليك القديس بطرس، وتسبق عقد مجمع اختيار البابا الجديد، والمقرر بدءاً من 18 الجاري. ويلتقي الكرادلة ال117 الذين عين البابا يوحنا بولس الثاني غالبيتهم، والمخولين المشاركة في المجمع الانتخابي في جلسات يومية رسمية لتهيئة أجواء الانتخاب والتي يمكن أن تتأثر أيضاً بالمداولات المصغرة على طاولات الطعام. كما يسبق عقد المجمع انتخاب اثنين من الكرادلة للإشراف على رتبة تنصيب البابا الجديد من جهته، صرح الكاردينال كارل ليمان رئيس مجلس أساقفة المانيا بأن لا ترجيحات حالية تتناول هوية البابا الجديد، وقال: "من الضروري أن يتحلى البابا الجديد ببعض صفات يوحنا بولس الثاني لكن ذلك لا يعني أنه يجب أن يكون نسخة منه". وجاء تصريح ليمان في أعقاب نشر دراسة اظهرت تمني غالبية الألمان تبني الكنيسة الكاثوليكية في عهد البابا الجديد موقفاً غير متشدد حيال الحرية الجنسية، وتأييدهم تعزيز دور المرأة فيها. تحية أخيرة من بوش على صعيد آخر، رأى الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه الإذاعي الاسبوعي أمس أن العالم الغربي قلل من أهمية تأثير البابا يوحنا بولس الثاني في بداية حبريته نهاية سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات،"لكن أولئك الذي عاشوا خلف الستار الحديد أدركوا أن جدار برلين لم يصمد أمام رياح البابا البولندي". وأعلن بوش الذي عاد إلى مزرعته في كروفورد تكساس بعد حضوره جنازة الحبر الأعظم في الفاتيكان ان"نداء الحرية الذي كونه البابا في صلب اختباره الحياتي الشخصي، اختصر حبريته". وهو برهن للمسؤولين الشيوعيين في وارسو وموسكو أن الحقيقة الأخلاقية أعظم شأناً من جيوشهم وأجهزة أمنهم وهي تقف إلى جانبه".