فاجأ البابا يوحنا بولس الثاني حشود المؤمنين الموجودين في باحة مستشفى جيميلي في روما، وأطل من نافذة الغرفة التي يمضي فيها فترة النقاهة من الجراحة التي خضع لها في القصبة الهوائية الخميس الماضي. وتزامنت اطلالة البابا مع إحياء رئيس الاساقفة ليوناردو ساندري قداس الاحد في ساحة القديس بطرس. ومنح البابا البركة للمؤمنين، لمدة استغرقت دقيقتين، اشار خلالهما بيمينه الى رقبته حيث زرع انبوب في حنجرته. وبذلك احتفظ البابا بتقليد الظهور العلني يوم الاحد حتى في الظرف الاكثر احراجاً. وهو ما فعله في اعقاب تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1981، وبعد استئصال ورم خبيث من معدته عام 1992. وقرأ رئيس الاساقفة ساندري رسالة من البابا طالب فيها المؤمنين بالاستمرار في تلاوة الصلوات من اجل شفائه. على صعيد آخر، اعلن الكاردينال الاسباني جوليان هيرانز، رئيس المجلس الحبري لتفسير النصوص الاشتراعية والخبير في القانون الكنسي، ان الحبر الاعظم لن يتخلى عن مهماته، لأن الكنيسة الكاثوليكية"ليست شركة كوكا كولا او جنرال موتورز"حيث يقدم المسؤولون استقالاتهم عندما تتدهور صحتهم. وقال هيرانز ان هذا الخيار يصعب على الرأي العام فهمه،"كونه يجهل ان البابا ليس عليه ان يقدم حسابات لأي كائن بشري". من جهته، ابدى الاخصائي في طب الاذن والانف والحنجرة في جامعة روما جانكارلو سانفروني اعتقاده بأن فترة بقاء البابا في المستشفى ستكون طويلة، وسيحتاج الى اسابيع عدة قبل ان يتمكن من الكلام مجدداً، وذلك بعد اخراج الانبوب الذي زرع في حنجرته. واستقر وضع البابا الصحي منذ الجراحة. ويتواصل يوحنا بولس الثاني مع المحيطين به عبر لوح صغير يكتب عليه بحبر يمكن محوه.