من البديهي أن نتحدث عن قطاع السياحة والدور الذي يلعبه في تحريك عجلة البلاد الاقتصادية. ومما لا شكّ فيه أن السياحة باتت الوجه الحضاري الذي يميز كل بلد، حتى إنها اتخّذت أخيراً مفهوماً جديداً، يتمثل في رغبة الكثيرين في اختبار نمط حياة مختلفة لأيام، حتى في تلك المناطق التي تفتقر إلى المعالم السياحة والمناخ الجيّد, لذا لا عجب أن تشنّ بعض الدول حروباً"سياحية"على البلدان المجاورة لها. ومثالاً على ذلك، الاستياء الذي أبدته إسرائيل، بحسب صحيفة"هآرتز"، من رفض نجوم العالم الكبار المشاركة في مهرجاناتها مفضلين لبنان الذي تميز بحسن التنظيم وهدوء المناخ السياسي تقرير الصحيفة الإسرائيلية كان صدر قبل مدة من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتداعيات تلك الحادثة على الساحة اللبنانية. لذا تسعى إسرائيل التي تضمّ أماكن مقدسة عدة، الى أن تستقطب اليوم هؤلاء النجوم بغية جذب السياح لتنشيط حركتها السياحية وتعزيز تالياً مكانتها الاقتصادية. وفي ظلّ القرية الكونية التي قرّبت المسافات، وكرّست تبادل الحضارات والحوار بين الثقافات، بات من الصعب على من يرغب في ركوب موجة السياحة ألا يجاري التطوّر في مجتمعنا المعاصر. من أصغر مطعم إلى أكبر مجمّع سياحي، بات الجميع يحتاج إلى متخصص يضع الخطط التسويقية ويشرف على سير عمل جذّاب في ظلّ منافسة حامية. هنا، تكمن أهمية اختصاص إدارة الفنادق. في هذا القسم، تسعى كليات العالم العربي التي باتت تشهد توأمة حقيقية وفعّالة مع أكاديميات غربية متخصصة، الى أن تزوّد طالبها بمفاتيح النجاح في هذا القطاع وكيفية العمل على تطويره. ويدخل الطالب إلى عالم الفنادق، فيتعرّف إلى أنواعها، ويتعلّم كيف يصنّفها وما هي الأقسام التي تضمّها وكيف تكون آلية العمل في كل قسم منها. ومن الفنادق إلى عالم الأطباق والأغذية. يتعرّف الطالب على أشهر المطابخ العالمية، ويختبر صناعة الأطعمة والحلويات والمشروبات، فضلاً عن التطرق إلى علم الأغذية وعلاقة الطعام بالصحة وكيفية تقديم نظام غذائي صحي وشهي في آن. ويتعلّم الطالب كيف يخطط ليضمن نشاط حركة الإقبال على المعلم السياحي الذي يشرف عليه أو يعمل فيه. ويتعرّف إلى العوامل التي تسهم في نجاح القطاع السياحي: الظروف الاقتصادية، البيئة التي يعيش فيها وإفرازاتها الثقافية والسياسية والاجتماعية، التجارة، وقوانين البلاد وأنظمتها. في الجهة المقابلة، يجول الطالب على الوجهات السياحية العالمية، ليتعرّف إلى العوالم الطبيعية والثقافية والتاريخية، والأسباب التي جعلت منها مقصداً شعبياً للسيّاح واختيارهم الأول في البلاد التي يزورونها. إضافة إلى المواد الرئيسة، يتسلّح طالب إدارة الفنادق بمواد تطبيقية تختلف حقولها بحسب اختياره فنادق، مطاعم، منتجعات.... كما عليه أن يشكّل، عبر مواد اختيارية، مخزوناً ثقافياً جيّداً. فضلاً عن ذلك، يتزوّد الطالب بمنهجيات علم الحاسوب، ويتقن لغاتاً عدة أقلّها العربية والفرنسية والإنكليزية، إضافة إلى مواد التسويق والدعاية والمحاسبة والاقتصاد. من هنا، يملك طالب إدارة الفنادق سرّ لعبة السياحة، فتتنوع أماكن عمله بين الفندق والمطعم والمنتجع السياحي والمراكز الثقافية والمعالم السياحية، ومراكز المؤتمرات والمراكز التجارية الكبرى. تتراوح مدة الدراسة بين 3 وأربع سنوات. ومن الجامعات التي تقدم هذا الاختصاص في العالم العربي، نشير على سبيل المثال لا الحصر، إلى: كلية الآداب في جامعة بني سويف المصرية www.egy-mhe.gov.eg/suef.asp، جامعة بيت لحم www.bethlehem.edu ، الجامعة الأميركية في بيروت www.aub.edu.lb.