أعلنت منظمة"نساء المستقبل"، وهي منظمة ثقافية عالمية غير حكومية، في اطار مبادراتها المنتظمة لتشجيع المرأة في بلدان العالم الثالث، أنها اختارت خمس كاتبات عربيات لتكريمهن خلال السنة 2006. وتم اختيارهن كما جاء في بيان المنظمة"لانجازاتهن الباهرة على المستوى الثقافي والفكري والأدبي، ولأنهن يشكلن نماذج راقية ومشرّفة ومحترمة للمرأة، في النجاح والمعرفة والجدّية والمثابرة والجرأة والانفتاح". وعرَّفت المنظمة بالكاتبات المكرمات عبر بيان أصدرته، وهن: 1- فاطمة المرنيسي المغرب: كاتبة وباحثة اجتماعية واستاذة جامعية، من مواليد فاس، ناشطة بارزة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة وكسر التقاليد الصارمة للنظام الأبوي. صدر كتابها الأول،"الحريم السياسي"، عام 1987، ومذاك لم تكف عن نضالها في سبيل حياة أفضل للنساء في العالم العربي، ووعي أعمق لوضعهنّ وافكارهنّ. من اعمالها"المغرب عبر نسائه"وپ"الخوف من الحداثة"وپ"نساء على أجنحة الحلم"وپ"شهرزاد ليست مغربية"وپ"سلطانات منسيات"وپ"هل انتم محصنون ضد الحريم؟". تدرّس المرنيسي في جامعة الرباط وتعمل باحثة في المعهد الجامعي للبحوث العلمية. مؤلفاتها، روايات وبحوثاً، تساعد على فهم اشمل للحضارة العربية الاسلامية ومجتمعاتها، كما للمرأة العربية ومحيطها التاريخي والثقافي. واختارت منظمة"نساء المستقبل"تكريمها لشجاعتها الفكرية ودفاعها عن المرأة واسماعها صوت المرأة في المجتمع، ولأهمية مساهماتها في العلوم الاجتماعية والتاريخية والانثروبولوجية، وتمثيلها تعبيراً حيوياً عن قيم الانفتاح والحوار الثقافيين وتمسكها الثابت بالحداثة وقيمها. 2- جمانة حداد لبنان: شاعرة وناقدة وصحافية ومترجمة شابة، من مواليد بيروت، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة"النهار"اللبنانية، وهي أول امرأة عربية تتبوأ مركزاً صحافياً ثقافياً بهذه الأهمية في مثل سنّها. لجمانة حداد أربعة دواوين شعرية منها"دعوة الى عشاء سري"وپ"عودة ليليت"، ولها مئات المقالات في الصحافة والنقد الادبيين فضلاً عن حوارات شاملة مرجعية فريدة من نوعها اجرتها مع كتّاب عالميين شهيرين. تتقن حداد سبع لغات، وتكتب أيضاً القصة، وقد أصدرت فضلاً عن ذلك ترجمات كثيرة في الشعر والرواية. تُرجم شعرها الى لغات اجنبية عدة. واختارت منظمة"نساء المستقبل"تكريمها لشعريتها العالية وثقافتها الواسعة وجهودها المستمرة لإغناء الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، ولأنها تمثل نبوغ الشباب العربي ووجهه المستقبلي الأكثر إشراقاً. 3- غادة السمّان سورية: روائية وشاعرة وصحافية، من مواليد دمشق، اصدرت مجموعتها القصصية الاولى،"عيناك قدري"، عام 1962، ولفتت أنظار النقاد والقراء والأوساط الأدبية على الفور. عملت في الصحافة وساهمت في ثورة الحداثة العربية في الستينات، وقدمت في قالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكره وسلوكه. من اعمالها الروائية"لا بحر في بيروت"وپ"ليل الغرباء"وپ"رحيل المرافئ القديمة"وپ"كوابيس بيروت"وپ"سهرة تنكرية للموتى"، ولها كذلك تسعة دواوين شعرية. ترجمت اعمالها الى سبع عشرة لغة. واختارت منظمة"نساء المستقبل"تكريمها لأنها صاحبة مسيرة أدبية طويلة استطاعت خلالها ان تقدم ادباً مختلفاً ومتميزاً خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية الى آفاق اجتماعية ونفسية وانسانية رحبة، ولما يحمله نتاجها الأدبي، رواية وشعراً، من جرأة وريادة سواء على مستوى تحديث الخطاب الأدبي أم على مستوى الموقف الشجاع الذي رسخته حياتها وكتابتها. 4- رضوى عاشور مصر: روائية وناقدة وأستاذة جامعية، من مواليد القاهرة، تشغل منصب أستاذ الأدب الانكليزي في كلية الآداب في جامعة عين شمس. لها فضلاً عن الروايات كتب نقدية والكثير من الدراسات في الأدب العربي الحديث والأدب الأنكليزي والأدب الإفريقي والأفرو - أميركي. من رواياتها"أيام طالبة مصرية في أميركا"،"حجر دافئ،"خديجة وسوسن"،"سراج"،"أطياف"، ومن أشهر أعمالها"ثلاثية غرناطة". ولها كتابات في النقد منها دراسة في أعمال الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني. ورضوى عاشور، ناشطة في مؤسسات المجتمع المدني وأستاذ زائر لجامعات عربية وأوروبية وأميركية، ونالت جوائز مشرّفة. واختارت منظمة"نساء المستقبل"تكريمها لرؤيتها النقدية الثاقبة وقلمها الروائي المميز وجهودها الأكاديمية الهادفة الى خدمة الشباب المتعلّم العربي. 5 - سعدية مفرح الكويت: شاعرة وصحافية، من مواليد الكويت، مسؤولة عن القسم الثقافي في جريدة"القبس"الكويتية، ومن الوجوه النسائية الفاعلة في منطقة الخليج العربي. بدأت الكتابة في سن مبكرة، ومن اعمالها"تغيب فأسرج خيل ظنوني"،"كتاب الآثام"،"مجرد امرأة مستلقية". شاركت مفرح في مؤتمرات نقدية وهي تكتب في مجلات عربية، وتهتم بالكتابة للطفل، ولها مجموعة شعرية للأطفال بعنوان"النخل والبيوت". تُرجمت قصائدها الى الفرنسية والانكليزية والالمانية. واختارت منظمة"نساء المستقبل"تكريمها لشجاعة خطابها وجدية مسارها الصحافي والأدبي، ولأن النص الشعري الذي تكتبه يستكشف النفس البشرية ويطرح اسئلة الوجود التي تشغل كل انسان مهما تكن انتماءاته وجنسيته وظروف حياته ومجتمعه. ويقتضي التكريم نشر كتاب يضم مختارات من اعمال الكاتبات العربيات الخمس في أكثر من خمس عشرة لغة لكل كاتبة كتابها، وهي كتب ستصدر تباعاً خلال سنتي 2006 رضوى عاشور وجمانة حداد وسعدية مفرح و2007 غادة السمان وفاطمة المرنيسي، وتوزّع في بلدان الكاتبات الأصلية، وفي البلدان التي نقلت نصوصهنّ الى لغاتها. ومن المقرّر ان تنظّم لهن المنظمة حفلاً تكريمياً في مقرّ المنظمة الرئيسي في نيويورك في ديسمبر 2006.