دخلت الحرب الشيشانية منعطفاً جديداً مع نجاح الروس في قتل الزعيم الانفصالي أصلان مسخادوف خلال اشتباك أمس. وإذ اعتبر البعض هذا التطور انتصاراً كبيراً لسياسة موسكو، اعرب آخرون عن تشاؤمهم بسبب غياب الزعيم الذي وصف بأنه معتدل، مقارنة بالقادة المتشددين للفصائل الانفصالية الشيشانية. واعلن الناطق باسم القوات الروسية في الشيشان ايليا شابالكين عن مقتل مسخادوف. وقال لوكالة"نوفوستي"الرسمية:"استطيع ان اؤكد ان مسخادوف مات خلال مواجهات جرت في بلدة تولستوي-يورت اليوم امس الثلثاء"، قبل ان يعرض التلفزيون الروسي لاحقاً جثة الزعيم الانفصالي الذي كان رئيساً منتخباً في الجمهورية القوقازية. ولوحظ ان القوات الخاصة الروسية التي عرضت مكافأة مالية سخية 10 ملايين دولار لرصد مسخادوف، نفذت العملية من دون تنسيق مع الوحدات الشيشانية التابعة للحكومة المتعاونة معها في غروزني. واوضح شابالكين ان القوات الروسية حاصرت مسخادوف في قبو تحت احد المنازل في البلدة. واقتحمت المكان وتبادلت اطلاق النار مع الموجودين داخله. ومهدت موسكو لهذا التطور باعلانها قبل يومين عن عملية كبرى في المناطق المحيطة ببلدتي فيدينو ونوجاي-يورت جنوب الشيشان، لملاحقة نحو عشرين انفصالياً، تبين ان بينهم مسخادوف نفسه ورئيس حرسه احمد افتورخانوف الذي لا يزال مصيره مجهولا. وقالت مصادر محلية ان الروس نصبوا مكامن على الطرق المؤدية الى عشرات البلدات المحيطة بالمنطقة لتضييق الخناق على المجموعة الشيشانية. وبهذا التطور، أزاح الروس السياسي الشيشاني الوحيد القادر على الجلوس الى طاولة مفاوضات معهم، بعدما كان حافظ على تميزه عن قادة الفصائل المتشددة ودان اكثر من مرة لجوء هؤلاء القادة وابرزهم شامل باسايف الى اساليب العمل الارهابي، وتعهد تقديم باسايف وعدد آخر من المقاتلين الى محاكمة دولية بعد انتهاء الحرب. وربط مراقبون روس بين التطورات الاخيرة والقمة الروسية - الاميركية التي عقدت قبل اسبوعين، في اشارة الى احتمال أن تكون موسكو حصلت على"ضوء اخضر"من واشنطن لاغلاق ملف الحرب في الشيشان. يذكر أن مسخادوف ولد في كازاخستان عام 1951. وانهى دراسة عسكرية عالية خدم بعدها في الجيش السوفياتي في مناطق مختلفة، قبل أن يتولى عام 1991 مهمات قائد الدفاع المدني في الشيشان. واستقال من الجيش الروسي ليتفرغ لقيادة الانفصاليين في الشيشان عام 1994، وتولى الدفاع عن القصر الجمهوري في غروزني في عهد الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دودايف. وبعد مفاوضات مع موسكو،، وقع والجنرال الروسي الكسندر ليبيديف اتفاق وقف اطلاق النار الذي انهى الحرب الشيشانية الاولى عام 1996. جرت تحت إشرافه انتخابات للرئاسة الشيشانية فاز فيها عام 1997. وعادت الحرب مع الروس اواخر عام 1999. وعلى الرغم من محاولته الظهور بمظهر السياسي القادر على تحقيق السلام، فان انعدام الثقة بقدرته على السيطرة على الفصائل المتشددة في الشيشان، حال دون فتح موسكو قنوات اتصال معه. وحمله الكرملين مسؤولية كاملة عن الاعتداءات الارهابية خلال السنوات الماضية. وقالت مصادر النيابة العامة الروسية إن لديها اثباتات لا تقبل الشك تؤكد تورطه في تخطيط وتنفيذ عشرات الهجمات الدموية.