عادت القيادة العسكرية الروسية الى استخدام نغمة "الدور العربي في الشيشان" بعد سلسلة الاعمال الارهابية الاخيرة في روسيا. وزعم مصدر عسكري رفيع ان المقاتلين العرب في الشيشان يتولون قيادة الحرب على روسيا معتبراً ان الزعيمين الانفصاليين اصلان مسخادوف وشامل باسايف "يخضعان لأوامر الممولين العرب للنشاط الارهابي في الشيشان". وأعاد اعتداء مدرسة بيسلان وإعلان باسايف عن مشاركة اثنين من العرب في العملية التركيز على ما تصفه موسكو ب"دور محوري تقوم به جهات عربية" ضد روسيا. وبدا ان هذه النغمة التي استخدمت في شكل واسع في بداية الحرب الشيشانية عادت لتطغى على تصريحات المسؤولين العسكريين اخيراً، وهو ما بدا من خلال الاعلان رسمياً امس عن مقتل زعيم الحرب العربي عبدالله الغامدي المعروف باسم "ابو الوليد". وأوضح الناطق باسم غرفة العمليات العسكرية الروسية ايليا شابالكين ان "ابو الوليد" قتل خلال عملية عسكرية جرت في نيسان ابريل الماضي. "أبو حفص" واستغل شابالكين المناسبة لكشف تفاصيل عن نشاط المقاتلين العرب في الشيشان، اذ أكد ان عربياً آخر لقبه "ابو حفص" يتولى حالياً "ادارة النشاط الارهابي للمرتزقة"، مشيراً الى ان الرجلين تسللا عام 1995 الى الاراضي الشيشانية عبر طاجيكستان التي دخلاها من افغانستان المجاورة بناء على تعليمات من زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن "الذي امر مجموعة من المقاتلين العرب بالتوجه الى دوشانبه عام 1993 قبل الانتقال الى الشيشان بعد ذلك بعامين". وأشار شابالكين الى "توافر معلومات حول وجود متطرف عربي آخر" ينشط في الشيشان حالياً اسمه "ابو ربيعة". وقال ان "عدد المرتزقة العرب والاجانب في الشيشان يبلغ حالياً، بحسب تقديرات القيادة العسكرية الروسية، بين 100 و150 شخصاً"، لكنه زعم ان العرب "يلعبون الدور الاساس في الحرب الارهابية المعلنة على روسيا"، مشيراً الى ان "العرب هم من يقوم بحجز الموسيقى" في اشارة الى مثل شائع في روسيا مفاده ان من يدفع يحجز الموسيقى التي تعجبه. وأكد ان "كل التغطية المالية للنشاط الارهابي في روسيا تدخل عبر المقاتلين العرب"، معتبراً ان زعيمي الانفصال في الشيشان، مسخادوف وباسايف، "يخضعان مباشرة لأوامر زعماء الحرب العرب". استغراب واستغرب مراقبون في موسكو تصريحات شابالكين، خصوصاً ان خبراء روساً اعلنوا اكثر من مرة ان الجزء الاعظم من تمويل نشاط الانفصاليين يأتي من داخل روسيا نفسها. وشكك مصدر تحدث الى "الحياة" في دوافع اعلان القيادة العسكرية الروسية عن مقتل "ابو الوليد" بعد مرور ستة أشهر على موته، واعتبر انه يدخل ضمن سلسلة تحركات "تهدف الى اعادة التركيز على الوجود العربي في الشيشان من اجل ترسيخ نظرية تعرض روسيا لحرب ارهابية دولية". وقال مصدر عربي في موسكو ان حقيقة استهداف روسيا من جانب شبكات الارهاب الدولية لا تحتاج الى اثبات، مستغرباً حرص العسكريين الروس على ابراز ما يصفونه بأنه "دور عربي اساس" بمناسبة ومن دون مناسبة. ميدانياً، اعلنت موسكو ان قوات تابعة لمسخادوف نفذت هجوماً شاملاً على بلدة اليروي في المناطق الجبلية جنوب الشيشان. وقام نحو 50 انفصالياً مسلحين في شكل جيد بالسيطرة على البلدة ليل الجمعة - السبت بعدما وزعوا انفسهم الى مجموعات صغيرة تولت احراق منازل عدد من كبار ضباط الشرطة المتعاونين مع موسكو. وقالت مصادر عسكرية ان المجموعة قادها احمد فدارخانوف رئيس حرس مسخادوف. وفيما لم تنشر تفاصيل حول ضحايا الهجوم، أشارت تقارير الى مقتل أربعة جنود روس. واعتبر مراقبون ان العملية استعراض قوة من جانب مسخادوف الذي كثفت موسكو من ملاحقاتها لأنصاره اخيراً. وكانت معطيات تحدثت اول من امس عن تحديد موقع تمركزه مع عشرات من انصاره في منطقة قريبة من بلدة اليروي. وقالت موسكو ان عملية خاصة نفذت هناك اسفرت عن قتل اثنين من حراسه في تلميح الى ان الزعيم الانفصالي الذي خصصت موسكو مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله او قتله افلت في اللحظات الاخيرة من قبضة القوات الروسية.