جرت امس المفاوضات المباشرة الاولى من نوعها بين الرئيس الشيشاني الموالي للروس احمد قادروف وزعيم المقاومة اصلان مسخادوف، بهدف حض الاخير على الاستسلام الى موسكو. وأعلنت اوساط قادروف انه ابدى استعداده لتقديم ضمانات امنية لمسخادوف في حال استسلامه. وجاء ذلك بعد ساعات على استسلام مجموعة كبيرة من المقاتلين التابعين له. وتزامن ذلك مع تركيز موسكو على المجموعات التابعة للرئيس الشيشاني الانفصالي المخلوع باعتباره الحلقة الاضعف في المقاومة، بعدما اصبحت المبادرة في يد المقاومين المتشددين بقيادة شامل باسايف. وأعلنت القيادة العسكرية الروسية اطلاق عملية واسعة للقبض على مسخادوف بعد توافر معلومات عن تمركزه في احدى القرى التابعة لمدينة فيدينو جنوب الشيشان، كما اعلنت استسلام مقاتلين تابعين له، ما دفع الى الاعتقاد بأنهم قدموا معلومات ساعدت الروس في تحديد موقع مسخادوف. وبعد مرور ايام قليلة على استسلام عدد من اقرب اعوانه، اعلن في موسكو امس، ان ثلاثين مقاتلاً سلموا انفسهم الى السلطات العسكرية من دون مقاومة. وذكر الناطق باسم القوات الروسية ايليا شابالكين ان المجموعة استسلمت بعد مفاوضات شارك فيها وزير الدفاع السابق محمد حاج بايف الذي كان استسلم للقوات الروسية الشهر الماضي. وقال شابالكين ان المجموعة التي يرجح ان ينطبق عليها قرار العفو العام ادلت بمعلومات مهمة للروس حول تعداد المقاتلين الذين بقوا الى جانب مسخادوف، وهي مجموعة لا يزيد عدد افرادها عن 50 مقاتلاً. وفتحت هذه المعلومات شهية القيادة الشيشانية الموالية لموسكو. وأعلن الرئيس المنتخب احمد قادروف ان "الخيارات ضاقت امام مسخادوف، فإما ان يقتل خلال عملية الملاحقة او يتخذ قراراً شجاعاً بالاستسلام". وفي تطور يعد الاول من نوعه منذ سنوات، اعلن قادروف امس انه اجرى مفاوضات هاتفية مع مسخادوف. وقال ان الحوار تركز خلالها على دعوة مسخادوف الى الاستسلام، معلناً استعداده لضمان امنه، وتعهد مناقشة مسألة اصدار عفو عنه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتعد هذه اول اشارة من نوعها الى احتمال العفو عن مسخادوف الذي حمّلته موسكو مسؤولية كاملة عن تصاعد الاوضاع في الشيشان. وذكر قادروف في مؤتمر صحافي عقده في غوديريميس امس، انه ابلغ مسخادوف ان "الحل الوحيد امامه للحفاظ على حياته هو اعلان التوبة وطلب المغفرة من الشعب الشيشاني كله". وأبلغ مصدر شيشاني في موسكو "الحياة" ان تركيز الجهود من اجل قتل مسخادوف او حمله على الاستسلام على رغم كونه لم يعد طرفاً مؤثراً في الصراع، يعود الى التأثير النفسي الذي يولده خروج مسخادوف من الصراع، في المقاتلين الشيشان، خصوصاً انه يعد القائد الشيشاني الوحيد الذي ما زال يحظى باعتراف جهات دولية.