سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتياح الأوساط الرسمية في موسكو لتصفية الرئيس السابق وصدمة لدعاة حقوق الإنسان . انفصاليو الشيشان يتعهدون بعد مقتل مسخادوف باختيار زعيم جديد لمواصلة الحرب ضد روسيا
تعهد الانفصاليون الشيشان بمواصلة الحرب ضد الروس بعد غياب زعيمهم أصلان مسخادوف. وأعلنوا أن لجنة قيادية شيشانية ستختار خليفة له خلال أيام. وأعلنت موسكو أمس، أنه تم التعرف رسمياً إلى جثة مسخادوف بواسطة خبراء. وقالت مصادر عسكرية إن القوات الروسية ستقوم بدفن الزعيم الانفصالي في مكان مجهول، رافضة بذلك تعهداً أعلنته الحكومة الشيشانية أمس، بتسليم جثة مسخادوف إلى ذويه. وتضاربت المعطيات الواردة في شأن العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل مسخادوف أول من أمس، إذ أعلنت القيادة العسكرية الروسية أن وحدات"ألفا"الخاصة التابعة لهيئة وزارة الأمن الفيديرالي شنت هجومها على المخبأ الذي تحصن داخله مسخادوف بعدما دلت معلوماتها إلى وجوده مع عدد من حراسه هناك. وقالت إن الوحدات الروسية تلقت معلومات في شأن تحضيرات تجرى لتنفيذ هجوم دموي ضخم في بلدة تولستوي - يورت. وأسفرت الملاحقات عن اقتفاء أثر الزعيم الانفصالي. لكن مسؤول الأجهزة الأمنية الشيشانية رمضان قادروف أورد تفاصيل مغايرة، إذ أكد أن أحد المقاتلين المعتقلين دل إلى مكان اختباء مسخادوف، مشيراً إلى أن الوحدات الشيشانية نفذت العملية لوحدها، وكانت تسعى إلى اعتقال مسخادوف وليس قتله. لكن أحد حراس الزعيم المقتول أصابه برصاصة قاتلة من طريق الخطأ. والغريب أن مصادر شيشانية مقربة من قادروف أوردت فرضية ثالثة إذ نقلت وسائل إعلام عنها أن قادروف قاد بنفسه عملية تصفية مسخادوف، بناء على معلومات أدلى بها متعاون طمعاً بالمكافأة المعلنة لمن يساعد في اعتقال أو قتل مسخادوف وتقدر بنحو 10 ملايين دولار. وذكرت المصادر أن قادروف طلب من السلطات الفيديرالية أن تنسب العملية إليها خشية ارتباط اسمه بعملية اغتيال مسخادوف وخوفاً من عادات الثأر المتفشية في الشيشان. إلى ذلك، ساد ارتياح الأوساط الروسية لنتائج العملية العسكرية. واعتبر البعض أنها تشكل خطوة أولى نحو القضاء على من تبقى من قادة الانفصاليين وإنهاء التمرد في الشيشان. لكن منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وصفت قتله بأنه"خطأ سياسي"، وأعربت عن صدمتها إزاء هذا التطور، معتبرة أنه زاد من صعوبة الأوضاع في الشيشان، خصوصاً أنه سيدفع نحو تعزيز مواقع المتشددين الذين يرفضون الحوار مع موسكو. في غضون ذلك تعهد المقاتلون الشيشان بتصعيد نشاطهم والانتقام لزعيمهم المقتول. وطالب بيان أصدرته حكومة"أتشكيريا"التي تمثل الانفصاليين الشعب الشيشاني بالتزام الهدوء وإعلان الحداد ثلاثة أيام. وقال البيان الذي حمل توقيع وزير الصحة السابق عمر خامبيف، أن المقاومة الشيشانية ستواصل نشاطها داخل الشيشان وخارجه. كذلك قال أحمد زاكايف الناطق باسم الزعيم المقتول إن القيادة الشيشانية ستعين خلال الأيام القليلة المقبلة خليفة لمسخادوف. ووصف مقتله بأنه"خسارة كبيرة لكنها لن تقضي علينا كما يظن بوتين"وأضاف أن مسخادوف"كان ضمانة الحل السياسي للصراع"، مشيراً إلى تزايد صعوبة الحديث عن حل سياسي في المرحلة الحالية". واعتبر مراقبون روس أن غياب مسخادوف سيسفر عن تولي الزعيم المتطرف شامل باسايف قيادة المجموعات الانفصالية، خصوصاً أنه يشكل الشخصية الأكثر شهرة ونفوذًا بين القادة الميدانيين. لكن زاكايف شدد على أن لا مكان لباسايف على رأس القيادة الشيشانية، مشيراً إلى أن اللجنة العسكرية التي كان يترأسها مسخادوف بنفسه ستتولى تعيين خليفة له. ولم تستبعد جهات تحدثت إلى"الحياة"أن يشغل زاكايف نفسه أو عمر خامبيف هذا المنصب، خصوصاً أن الرجلين ليس لهما ماض عسكري، ويعدان من الشخصيات المقبولة بالنسبة إلى الغرب.