أطلقت القوات الباكستانية عمليات عبر الحدود، في إطار حملة جديدة لملاحقة المقاتلين الأجانب المنتمين إلى تنظيم"القاعدة"في منطقة القبائل الجبلية، حيث يعتقد ان زعيم التنظيم أسامة بن لادن مختبئ منذ العام الماضي، وفقاً لتأكيد مسؤولين عسكريين أميركيين وباكستانيين. وفي أحدث عملية شنّت السبت الماضي، أردى الجيش الباكستاني مقاتلين أجنبيين يعتقد أنهما عربيان في هجوم على ديفغار قرب الحدود الأفغانية في شمال إقليم وزيرستان. كما اعتقل 11 آخرون تبيّن أن أحدهم سوداني وآخر قطري، وبعضهم من إقليم البنجاب الباكستاني، فيما تمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والقنابل، بحسب إعلان العميد محمود شاه المسؤول الأمني في مناطق القبائل. أما اللواء إريك أولسون، قائد القوات المشتركة في أفغانستان، فأكد في مقابلة أجريت معه في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول، أن باكستان بدأت عمليات في شمال وزيرستان وتخطّط للمزيد منها. وكان المسؤولون الأميركيون حضّوا باكستان على التحرك في شمال وزيرستان بعد العمليات في جنوب الإقليم العام الماضي والتي جرى خلالها القضاء على معسكري تدريب على الأقل للمسلحين، وتشريد مئات المقاتلين الأجانب المختبئين هناك. وخلال الهجمات تلك، قتل واعتقل أكثر من ثلاثمئة مقاتل أجنبي ورجال قبائل محليين، فيما هرب آخرون إلى شمال وزيرستان. وكانت تقارير تحدثت في الأشهر الثمانية عشر الماضية عن اختباء أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري في الجبال الصعبة الاختراق، حيث يعيشان بحذر. وتحدثت تقارير أخرى عن انتقالهما إلى المدن الباكستانية منذ العام الماضي، في خضم القتال في جنوب وزيرستان. غير أن القوات الباكستانية والأميركية لا تزال تعتقد أنهما مختبئان في منطقة الحدود الجبلية. وخسر الجيش الباكستاني مئتي جندي عام 2004، مما جعله يقود عملياته اليوم ضد أهداف محددة واستناداً إلى معلومات استخباراتية معيّنة، بدلاً من اتباع عمليات تطهير واسعة تكلفه غالياً، على حد تعبير مصادر مسؤولة. وفي موازاة ذلك، تدير الولاياتالمتحدة في أفغانستان"عمليات مكثفة جداً"في الجهة الأفغانية من الحدود في إقليم خوست بهدف مراقبة تحرك المقاتلين، بحسب تأكيد الجنرال أولسون. وأضاف ان القوات الأميركية ألحقت خسارة فادحة بجماعة من المقاتلين صادفتها الأسبوع الماضي قرب الحدود. ولا يزال أعضاء"القاعدة"في القسم الشرقي من الإقليم، مصدر قلق لقوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، وإن"كانت أعدادهم إلى تراجع". وأضاف أولسون أن عدد المؤيدين لحركة"طالبان"يتراجع، مشيراً إلى أن ثلاثين من مسؤولي الدرجة الثانية في الحركة عرضوا على الجيش الأميركي الهدنة في إطار برنامج الحكومة الأفغانية لإنهاء التمرّد ووقف القتال. كما تقدّم عدد آخر من المقاتلين بعرض مماثل إلى الحكومة الأفغانية مباشرة. ويأتي ذلك في وقت يستعد المسلحون لاستئناف القتال مع حلول فصل الربيع، مما جعلهم يباشرون التحرك لكسب التأييد الشعبي وتجنيد المقاتلين، بحسب القائد العسكري الأميركي المذكور.