كشفت مصادر باكستانية وثيقة الصلة ل"الحياة" عن اعتقال السلطات الباكستانية قبل أيام شخصاً يدعى عبدالله الزرقاوي تشتبه السلطات الباكستانية في أنه أحد مساعدي "أبو مصعب الزرقاوي" الذي يقود جماعة التوحيد والجهاد في العراق. وكان وزير الداخلية الباكستاني أفتاب خان شيرباو تحدث عن وجود أدلة لديه تفيد بأن عبدالله الزرقاوي تواجد في مناطق القبائل الباكستانية. وعلمت "الحياة" أن عبدالله الزرقاوي والذي يقدم نفسه بأكثر من اسم، اعتقل في بيشاور بعد إجرائه خمس مكالمات هاتفية مع العراق من منزل كان يقيم فيه هناك. وكان يستعد مع آخرين للتوجه إلى العراق للانضمام إلى جماعة الزرقاوي. ولم تستبعد مصادر "الحياة" أن تعلن السلطات الباكستانية عن الاعتقال في الوقت المناسب لها إعلامياً وسياسياً. الى ذلك، أعلن الجيش الباكستاني انه ضيق الخناق حول مئات من المتشددين الاجانب المرتبطين ب"القاعدة" والمختبئين في منطقة جبلية وعرة قرب الحدود مع افغانستان. وقال الميجر جنرال نياز ختاق قائد العمليات في وانا عاصمة اقليم جنوب وزيرستان، ان "ما بين 600 و700 متشدد اجنبي ما زالوا موجودين في تلك المنطقة القبلية. لكن مسرح عمليات المتشددين قلص في شكل كبير". وجاء ذلك غداة تجدد المعارك بين الجيش والمسلحين الأجانب والمتعاطفين معهم من قبائل محسود في منطقة كاثي كرم حيث تبادل الطرفان التراشق بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وذلك بعدما فشلت عروض التهدئة التي قدمها الجيش الباكستاني إلى المسلحين. كما يأتي في اعقاب تهديد المعارضة القبلية المسلحة بإطلاق حرب عصابات ضد الجيش الباكستاني في المنطقة، في وقت اصبحت الاشتباكات اليومية هناك، أشبه ما تكون بحرب استنزاف ضد القوات الباكستانية التي بدأت تفقد أي دعم محلي لها وينظر اليها السكان المحليون على انها قوات غريبة عنهم. وتدور المواجهة في المنطقة منذ آذار مارس الماضي. وتقول باكستان ان مئات من المتشددين الاجانب معظمهم اوزبك وشيشانيون وعرب، يختبئون في اقليم جنوب وزيرستان. كما يعتقد الاميركيون ان اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" ومساعده الاساسي ايمن الظواهري ربما يكونان مختبئين في مكان ما على امتداد الحدود الباكستانية - الافغانية الوعرة".