قصفت مقاتلات باكستانية أمس مخابئ مقاتلين تربطهم صلة بتنظيم "القاعدة" في المناطق الجبلية المتاخمة لافغانستان حيث قتل 54 في الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني على منطقة القبائل ويشارك فيه آلاف الجنود. وأوضح مسؤولون عسكريون ان القصف تركز على ثلاثة اهداف منها معسكر تدريب ومخابئ في سهل شاكاي على بعد 25 كلم غرب وانا، كبرى مدن جنوب وزيرستان شمال غربي البلاد. فيما لا يزال نحو 50 ناشطاً اجنبياً ومناصروهم المحليون يقاومون هجوم الجيش. وشن الجيش الهجوم الجديد براً وجواً على عناصر "القاعدة" في المنطقة اثر هجمات استهدفت مراكز عسكرية وأدت الى مقتل 40 ناشطاً و17 جندياً وثلاثة مدنيين خلال ثلاثة ايام. وأكد وزير الداخلية فيصل صالح حياة ان هذا الهجوم سيتواصل حتى "نوقف آخر ارهابي ونقضي فعلاً على الخطر الذي يهدد امننا". وأضاف "ان قوات الامن تستهدف معاقل مهمة للقاعدة والمتعاونين معها في المنطقة". وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني شوكت سلطان ان القتال "لا يزال دائراً" وان العملية ستستمر الى أن تصل الى "نهايتها المنطقية". لكن مصادر قبلية أكّدت ل"الحياة" أن القتال توقف في مناطق وانا في الساعات القليلة الماضية لافساح المجال أمام قادة القبائل للتوسط في اطلاق 14 من عناصر الكوماندوس الباكستانيين يحاصرهم المقاتلون. وأطلق مجهولون صواريخ على موقع عسكري في شمال وزيرستان أخطأت أهدافها، فيما انفجرت عبوة ناسفة في مكتب مسؤول عسكري باكستاني رفيع المستوى في منطقة دير اسماعيل خان مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح. ويأتي ذلك بعد تهديد قادة قبليين متعاطفين مع "القاعدة" بنقل المعركة إلى المدن الباكستانية إذا لم توقف الحكومة عملياتها في وانا. ويختبئ ما يصل الى 600 مقاتل أجنبي منهم عرب وشيشان واوزبك لهم صلة ب"القاعدة" في المناطق القبلية القريبة من الحدود الافغانية تحت حماية رجال قبائل باكستانية. وعلمت "الحياة" أن القوات الباكستانية دخلت معاقل القبائل المتعاطفة مع تنظيم "القاعدة" في منطقة شاكاي ولم تعثر على المطلوبين الأجانب الذين تردد أنهم ربما تسللوا إلى داخل الأراضي الأفغانية. وفيما واصل الجيش الدفع بتعزيزاته العسكرية في مؤشر على ما يبدو لتصعيد الهجوم، أبلغت مصادر "الحياة" ان هناك خططاً لارسال 20 ألف جندي الى المنطقة. وطالبت الحكومة المحلية اللاجئين الأفغان الذين يقدرون بالآلاف بمغادرة المنطقة في غضون يومين. اذ تخشى السلطات الباكستانية أن يلجأ المسلحون الأجانب، خصوصاً الاوزبك، الى مخيمات اللاجئين الذين يشاطرونهم اللغة والملامح نفسها. مقتل 80 من "طالبان" من جهة أخرى، اعلن الناطق العسكري الاميركي الكولونيل تاكر مانساغر أمس ان الجيش الاميركي قتل اكثر من 80 عنصراً من "طالبان" في الاسابيع الثلاثة الماضية اثناء عملية واسعة مشتركة مع القوات الافغانية جنوب شرقي افغانستان. وقال في مؤتمر صحافي: "الحقنا خسائر بشرية في صفوف الميليشيات المناهضة للتحالف تقدر بأكثر من 80 قتيلاً" منذ بدء عملية تمشيط تنفذها منذ ثلاثة اسابيع الميليشيات الافغانية المؤيدة للحكومة وقوات مشاة البحرية بدعم من الطيران الاميركي في منطقة جبلية معزولة بين ولايات قندهار جنوب وزابول جنوب غرب واروزغان وسط جنوب، معاقل الميليشيات الاسلامية. وبحسب سلطات قندهار ما زال 500 الى 800 مقاتل من "طالبان" موجودين في المنطقة وينشطون بأوامر من الملا دادالله القريب من الزعيم الروحي للحركة الملا محمد عمر. الى ذلك، أفادت تقارير أن خمسة جنود أفغان قتلوا أمس في اشتباك مع الشرطة المحلية شرق أفغانستان. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقراً لها أن رجال الشرطة هاجموا الجنود في منطقة دولت شاه النائية الواقعة في إقليم لاغمان، من دون ان تتضح ملابسات الحادث.