كشفت مذكرة اميركية ان أكبر قائد اميركي في العراق سمح بأساليب لاستجواب السجناء أكثر صرامة من المعايير المقبولة في أعراف الجيش الاميركي، شملت استخدام كلاب حراسة لاستغلال"خوف العرب من الكلاب". ونشر الاتحاد الاميركي للحريات المدنية المذكرة التي تحمل تاريخ 14 ايلول سبتمبر 2003 من اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز الذي كان آنذاك اكبر قائد في العراق، وامكن الحصول عليها من الحكومة، بموجب أمر محكمة من خلال قانون حرية المعلومات. وقال امرين سينغ محامي الاتحاد الاميركي في مقابلة ان"المذكرة تثبت بوضوح ان الجنرال سانشيز فوض باستخدام اسلوب استجواب غير قانوني في العراق، وهذه الأساليب تنتهك معاهدات جنيف والكتيب الخاص بالجيش الذي يختص بعمليات الاستجواب". وبدا ان فضيحة سجن"أبو غريب"التي ارتكبت فيها قوات اميركية اساءات جسدية واهانات جنسية للسجناء العراقيين في هذا المعتقل، وقعت تحت سمع وبصر سانشيز. وحل الجنرال جورج كايسي محل سانشيز، قائداً عاماً في العراق منذ تسعة شهور. وحدد سانشيز في المذكرة أساليب الاستجواب المسموح بها في العراق، وقال ان بعضها يقضي بموافقته المسبقة. وبعض الأساليب الصارمة أصبح غير مسموح به في الشهر التالي، بسبب اعتراض بعض المحامين العسكريين. وأوضح سينغ ان 12 اسلوباً على الأقل كانت بعيدة عن الكتيب الميداني للجيش، والذي تقضي قواعد الاستجواب فيه بالتزام معاهدات جنيف. كما اشارت المذكرة الى ان معاهدات جنيف"مطبقة"، مشيرة الى ان المعتقلين يجب ان يعاملوا بانسانية. وكان معروفاً وجود مذكرة سانشيز، لكن محتوياتها كانت مجهولة، وهي سمحت للجيش باستخدام الكلاب وبوجودها اثناء الاستجواب، معتبرة ان هذه الوسىلة"تستخدم الخوف العربي من الكلاب مع الحفاظ على الأمن اثناء الاستجواب". وسمحت ايضاً باجبار المعتقلين على أوضاع مجهدة بدنياً، يتخذون فيها أوضاعاً مؤلمة بدنياً لاجبارهم على التحدث. كما سمحت بالتلاعب بالبيئة، مثل جعل الغرفة شديدة الحرارة أو البرودة، أو استخدام"روائح كريهة"، وعزل سجين أو تغيير انماط النوم المعتادة. واتاحت المذكرة استخدام اسلوب"العلم الكاذب، من خلال اقناع المعتقل بأن افراداً من دول غير الولاياتالمتحدة يستجوبونه". وقال مسؤول دفاعي طلب عدم ذكر اسمه:"من المهم ملاحظة ان سانشيز والعاملين معه راجعوا بطريقة شاملة، سياسة الالتزام بمعاهدات جنيف قبل اقرارها". وزاد ان تحقيقاً للبنتاغون تناول قواعد التعامل مع المعتقلين، يرأسه اميرال البحرية البرت تشيرتش وأذيع في العاشر من آذار مارس وجد ان"ليس بين الأساليب التي وردت في سياسة استجواب سانشيز، ما يسمح بإساءة المعاملة مثل تلك الممارسات في سجن أبو غريب". واكد الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ان البنتاغون رفض في البداية الإفراج عن مذكرة سانشيز لاسباب تتعلق بالامن القومي. ورأى سينغ ان"الحكومة تحتجز الوثيقة ليس بسبب قلق حقيقي من احتمال ا ضرارها بالامن القومي وانما لحماية نفسها من الاحراج".