لا يوجد مبرر واحد للفرحة الزائدة للمصريين بعد الفوز الكبير على ليبيا 4-1 مساء أول من أمس في القاهرة في المرحلة السادسة للمجموعة الثالثة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا. والفوز يقلل الفارق بين منتخب مصر والمتصدر ساحل العاج الذي فاز بدوره وبسهولة على بنين 3- صفر ولم تتحرك آمال الفراعنة في التأهل لكأس العالم أيّة خطوة للأمام لأن مباراتيهما المقبلتين ضد صاحبي المركزين الأول والثاني في المجموعة ستكون على ملعبي ابيدجان، وياوندي، ضد ساحل العاجوالكاميرون. الجماهير خرجت من ملعب عثمان أحمد عثمان في تظاهرات فرح عارمة الى شوارع القاهرة، واللاعبون رقصوا في الملعب مع جهازهم الفني وكأنهم تأهلوا الى المونديال أو أحرزوا لقباً قارياً كبيراً، والمسؤولون بادروا لتهنئة اللاعبين في الملعب وغرفة الملابس في سباق للحصول على الأضواء، ووزير الرياضة الجديد ممدوح البلتاجي لم يشهد المباراة في الملعب، ولكنه واكب الفرح بمضاعفة مكافآت الفوز للمدربين واللاعبين. منتهى الغرابة والدهشة، الفوز على ليبيا في القاهرة يجلب تلك الفرحة، ويتردد السؤال: وماذا لو فاز منتخب مصر على انكلترا أو الارجنتين؟ وماذا لو أحرز كأس الأمم الأفريقية أو صعد لكأس العالم؟ المباراة شهدت حضوراً جماهيرياً مكثفاً لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج ليبي بأعلامهم الخضراء، ولكن نقص الصفوف لغياب الموقوف نادر الترهوني والمصابين أحمد المصلي واحمد سعد ومحمود مخلوف قلل من فاعلية الفريق. وعلى العكس اكتملت صفوف المصريين بعودة المحترفين احمد حسام واحمد حسن وبشير التابعي، وسيطر الفراعنة على المباراة منذ دقائقها الأولى مع انكماش غريب للضيوف في نصف ملعبهم، وحال البطء وسوء التمرير من دون إحراز أي هدف في الشوط الأول الذي ساد في اتجاه واحد نحو مرمى الحارس الليبي مفتاح غزالة، وردّ القائم تسديدة قوية لأحمد حسام من ركلة حرة. وعلى عكس سير اللعب افتتح الضيوف التسجيل بهدف مباغت لعثمان الفرجاني من تمريرة رائعة لجهاد المنتصر في الدقيقة 52 وبالغ لاعبو ليبيا في الفرحة بالهدف وفقدوا الكثير من تركيزهم، وتحولوا باكراً الى الاستعراض في التمرير والتحرك والمراوغة، وزاد الطين بلة التغيير الغريب الذي أجراه المدرب محمد الخمسي بإخراج الفرجاني صاحب الهدف وأنشط اللاعبين، وإشراك ابو بكر سوييني في الدقيقة التالية. المصريون تخلوا عن الحذر والخوف وتحولوا الى الاندفاع والهجوم والمخاطرة وجنوا الأرباح بأسرع مما يتخيل أحد. ولم تمر دقيقتان حتى كانت النتيجة تبدلت لمصلحة مصر 2-1 بهدفين أولهما لأحمد حسام من تمريرة حريرية من عماد متعب بعد 55 دقيقة وهدف بالرأس لعماد متعب من دون مزاحمة من مدافعي ليبيا المسالمين. فقد لاعبو ليبيا تركيزهم تماماً وتخلوا عن تمركزهم السليم وعانوا من الحالة المتدنية لنجمهم الأول طارق التايب الذي كان عالة على فريقه ربما بسبب الإصابة، وحالت العارضة دون هدف رائع من تسديدة لأحمد حسام، ولجأ شحاتة لتغيير خططي بزيادة لاعبي وسط الملعب بإشراك احمد حسن بدلاً من حسام لمواجهة اندفاع لاعبي ليبيا وسرعان ما توّج احمد حسن القرار بهدف ثالث من تسديدة بعيدة في الدقيقة 77، وأكمل عماد متعب الرباعية بهدف جميل اثر مجهود فردي، وهو هدفه السابع لمصر في 6 مباريات دولية منذ انضمامه للمنتخب مع حسن شحاتة في نهاية العام الماضي، وهي أحسن بداية لأي لاعب مع المنتخب في احراز الأهداف. وعقب المباراة رفض محمد الخمسي الحديث للصحافة، وأكد شحاتة أنه لم يفقد ثقته في اللاعبين او الفوز بعد هدف ليبيا. واشار الى أن الأمل موجود في التأهل بشرط الفوز في ابيدجان. الفوز المصري هو الأول بعد 3 هزائم متتالية على يدي منتخب ليبيا، وأصبح ترتيب المنتخبات في المجموعة الثالثة بعد فوز الكاميرون على السودان 2-1 كالتالي: 1- ساحل العاج 15 نقطة 2- الكاميرون 113- مصر 104- ليبيا 105- السودان 26- بنين 2.