صدرت امس اشارت متضاربة عن الولاياتالمتحدة في شأن الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ففي حين شنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اعنف هجوم لها على اسرائيل عندما اعتبرت ان الخطط الاسرائيلية لتوسيع مستوطنة"معاليه ادوميم"في القدس"تتناقض مع السياسة الاميركية ويجب ان تتوقف بشكل كامل"لأنها قد تهدد عملية السلام مع الفلسطينيين، اكد السفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر مجدداً التزام الولاياتالمتحدة تأييد اسرائيل في مطلبها ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة في اطار اي حل نهائي للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، نافياً بذلك تغيير التفاهمات في هذا الصدد والتي اسماها الفلسطينيون"وعد بوش". راجع ص 8 وكان رئيس الحكومة ارييل شارون استبعد تغيير خطط توسيع"معاليه ادوميم"، لكن الاذاعة الاسرائيلية أفادت ان تل ابيب ابلغت واشنطن أنها لم تقرر نهائيا بناء 3500 وحدة سكنية جديدة وان الحديث يدور فقط عن تخطيط للبناء. وستؤدي هذه الوحدات السكنية في حال بنائها الى عزل القدس تماما عن بقية الضفة وضمها الى حدود"القدس الكبرى". واثار قرار توسيع المستوطنة استياء اوروبياً، اذ اتهم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اسرائيل بانتهاك"خريطة الطريق"، مضيفا ان توسيع المستوطنة"يتنافى مع التزام الاطراف الامتناع عن اي اجراء احادي من شأنه ان يؤثر على الحل النهائي". ودعا اسرائيل الى"الوفاء بالتزاماتها كما وردت في خريطة الطريق، خصوصا تجميد الاستيطان". من جانبها، اعتبرت رايس في مقابلة مع صحيفة"لوس انجليس تايمز"ان خطط توسيع المستوطنة"ليست رداً مقبولاً"، وانها"تتناقض مع السياسة الاميركية"وقد تهدد عملية السلام مع الفلسطينيين. ونقلت وكالة"اسوشييتد برس"عن رايس قولها للصحيفة ان الولاياتالمتحدة ابلغت"قلقها"الى شارون الذي قالت ان الادارة الاميركية دعمته منذ تولي الرئيس جورج بوش منصبه. واذ تعكس تصريحات رايس موقفاً واضحاً من الاستيطان، فان تصريحات السفير الاميركي في تل ابيب تعكس موقفاً مغايراً، فهو اكد للاذاعة الاسرائيلية امس ان التفاهمات التي تم التوصل اليها قبل نحو عام بين بوش وشارون"لم تتغير"، وان رسالة بوش لشارون أكدت ان"نتيجة المفاوضات على الحل النهائي يجب ان تعكس حقيقة الامر الحاصل على الارض"، و"حيث توجد كتل استيطانية مأهولة كبرى في الاراضي الفلسطينية، يجب ان تبقى بأيدي اسرائيل"، مضيفاً في الرسالة أنه أمر غير منطقي الاعتقاد بأن مفاوضات الحل النهائي ستقود الى العودة الى حدود العام 1967. وكان كيرتزر يرد على تصريحات نشرتها صحيفة"يديعوت احرونوت"على صدر صفحتها الاولى، وافادت ان السفير قال خلال لقاء مغلق مع ديبلوماسيين متدربين في وزارة الخارجية الاسرائيلية قبل ايام انه"لا توجد اي تفاهمات بين اسرائيل والادارة الاميركية في شأن ابقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيادة الاسرائيلية"، معتبراً ان الاداعاءات الاسرائيلية في هذا الصدد ناجمة عن"سوء فهم"لما قيل لشارون خلال محادثات مع مسؤولين اميركيين. واضاف انه مثلاً في"قضية الجدار، وتحديدا في منطقة الكتل الاستيطانية ارييل ومعاليه ادوميم، هناك سوء فهم نابع من سوء فهم لغوي"، مشيراً الى انه تحقق من الموقف الاميركي من هذه القضية خلال اتصالات مع واشنطن قام بها بنفسه. وردت السلطة الفلسطينية على كيرتزر بالقول ان"الادارة الاميركية لا تستطيع التفاوض باسمنا"وان"الاستيطان غير شرعي في الاراضي المحتلة عام 1967. وتكمن اهمية تصريحات كيرتزر في انه اخرج الى العالم ما بقي على مدى نحو عام مجرد تصريحات اسرائيلية محضة في شأن"الضمانات الاميركية"، او ما اسماه الفلسطينيون"وعد بوش"لاسرائيل في شأن ضم المستوطنات في مقابل الانسحاب من غزة. وتصب تصريحات كيرتزر في خانة دعم شارون الذي يحاول جاهداً الحفاظ على حكومته من الانهيار تحت وطأة المعارضة لخطته الانسحاب من غزة، او في حال عدم اقرار الموازنة.