رشح الرئيس الأميركي جورج بوش أمس نائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز لترؤس البنك الدولي خلفاً لجيمس وولفنسون في"حقيبة ذهبية"لتوزيع 20 بليون دولار من القروض للدول النامية ونافسه عليها وزير الخارجية السابق كولن باول والمديرة السابقة لشركة"هويلت باكارد"كارلي فيونا ومغني فرقة ال"يو تو""بونو. ورأى مراقبون في هذا الترشيح انه جاء تعويضاً لولفوفيتز عن عدم تعيينه وزيراً للدفاع، كما كان يأمل، ولأن"مهمته"في البنتاغون انتهت عملياً. لكن الرسالة الاخرى التي يوجهها بوش الى العالم تحمل طابع التحدي بوضع أحد أقطاب اليمين المتطرف في منصب تتحكم الولاياتالمتحدة من خلاله بالسياسة الدولية والاصلاحات الاقتصادية، كما ان الخطوة تؤكد نهجاً بدأته الادارة الاميركية عندما عينت جون بولتون أحد الاعداء البارزين للامم المتحدة مندوباً في المنظمة الدولية. ونوه بوش في مؤتمر صحافي بمزايا ولفوفيتز 61 عاماً"القيادية والرصينة والنزيهة"والتي"ستجعل منه رئيساً قوياً"للبنك الدولي، و"نظراً الى خبرته الطويلة"والتزامه ب"التنمية الدولية". وأشاد بوش بشخص ولفوفيتز"الديبلوماسي المحترف"، والذي يعتبر من أبرز صقور الادارة وضمن تيار المحافظين الجدد وأحد مهندسي الحرب على العراق. وفي رد على سؤال رفض بوش خلال مؤتمره تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من بغداد. كما اشتهر ولفوفيتز بأنه أحد المقربين الى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو الذي كرّس عمله لتحطيم"سلام اوسلو"مع الفلسطينيين. ويتوقع أن يوافق أعضاء البنك الدولي على ترشيح ولفوفيتز قبل مباشرته العمل في أول حزيران يونيو المقبل، في موقع يقربه ممن سمته صحف البريطانية الصيف الفائت"شريكته الرومنسية"التونسية - الأميركية شاها علي رضا والتي تدير فرع العلاقات الخارجية والتواصل مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي. وسيتولى ولفوفيتز الاشراف على مبلغ 20 بليون دولار من القروض، جهاز موظفين يتعدى العشرة آلاف موزعين في 109 دول، والتي تساعده فيها كما أكد بوش"خبرته الادارية في وزارة الدفاع"والتي تضم 700 الف موظف و1.3 مليون جندي أميركي. وأدرج الخبراء الاقتصاديين عبارة"أنسنة البنك الدولي"ضمن البرنامج المتوقع من ولفوفيتز اضافة الى اعطاء أهمية بالغة لخطوات الاصلاح والديموقراطية لتوزيع القروض. وعمل ولفوفيتز سفير للولايات المتحدة في اندونيسيا بين عامي 1986 و1989 ومساعداً لوزير الخارجية في شرق آسيا والمحيط بين 1982 و1986، ويحمل شهادة دكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة شيكاغو الأميركية. ويعد ولفوفيتز من أبرز المنتقدين لسياسة الرئيس السابق بيل كلينتون الذي عين ولفنسون، تجاه الصين وروسيا. ودعا ولفوفيتز خلال ولايتي كلينتون 1992-2000 لسياسة أكثر تشدداً لمنع صفقات الأسلحة بين موسكو وبكين من جهة والعاصمة الايرانيةطهران من جهة ثانية. وكان بوش دعا ايران، خلال مؤتمره الصحافي نفسه، الى"احتضان الديموقراطية"من دون الدعوة الى تغيير النظام وأكد على ضرورة"اعطاء الايرانيين حق التعبير والتصويت". الاعلام العربي واسرائيل وفي كلام يتناسب مع الخط السياسي الذي يمثله ولفوفيتز وجه الرئيس بوش لوماً لوسائل الاعلام العربية وانتقاداتها للولايات المتحدة معتبراً انها"ناتجة الى حد ما عن دعم واشنطن لاسرائيل". وقال:"من المهم بالنسبة الينا توجيه رسالة تتصدى الى بعض الرسائل الصادرة عن وسائل الاعلام العربية، وبعضها ناتج عن الصداقة القوية والثابتة التي تربطنا باسرائيل". وتابع بوش"ان اسرائيل هدف سهل لبعض وسائل الاعلام في الشرق الاوسط وان كنتم اصدقاء لاسرائيل تصبحون هدفاً ايضاً وبما اننا لن نتخلى عن تحالفنا مع اسرائيل، فثمة بعض الاستياء في الصحافة".