ارتفعت وتيرة التصعيد بين طهرانوواشنطن في شأن الملف النووي عشية الاجتماع المقرر اليوم في فيينا لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة اتخاذ قرار جديد في شأن برنامج ايران النووي. فيما استمر الخلاف الأوروبي - الأميركي حول الموقف الواجب اتخاذه في شأن البرنامج النووي الايراني في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم. وقال ديبلوماسيون غربيون في فيينا ان المدير العام للوكالة محمد البرادعي يشعر بالقلق من ان مشروع القرار الأوروبي في شأن انتهاكات ايران السابقة لالتزاماتها الدولية "ضعيف للغاية" وهو ما يتوافق مع انتقادات الولاياتالمتحدة للنص على انه "ناقص". واستبقت القيادة الإيرانية اي ضغوط اميركية جديدة بتحذير وجهه الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي حسن روحاني من أن بلاده لن تقبل اي تعهد قانوني لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال روحاني: "اعلنا صراحة اننا لن نقبل أي فقرة في القرار تهدف الى تحويل التعهد الطوعي من ايران لتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم الى التزام قانوني". وأعرب عن امله ان يصدر قرار من مجلس حكام الوكالة لا يكون بعيداً من توقعات ايران". ووافقت ايران الشهر الماضي على تلبية عدد من شروط الوكالة بما فيها تعليق تخصيب اليورانيوم، الا انها اصرت على ان تعهدها بتعليق تلك العمليات الحساسة سيكون طوعياً ولفترة موقتة ويمكن الرجوع عنه في اي وقت. كما قدمت طهران الى الوكالة الدولية ما قالت انه اعلان شامل لنشاطاتها النووية اعترفت فيه بسلسلة من الانتهاكات لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية. وتعهدت توقيع وتطبيق بروتوكول اضافي ملحق بمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية يسمح للمفتشين الدوليين بالقيام بعمليات تفتيش اكثر صرامة على منشآتها النووية السرية. وقال روحاني انه واثق من ان الولاياتالمتحدة ستخفق في اقناع المشاركين في اجتماع الوكالة الدولية في فيينا برفع مسألة ايران الى مجلس الامن الدولي مما يفتح الباب على امكان فرض عقوبات على طهران. ونقلت عنه الوكالة الايرانية الرسمية للانباء "ان الملف النووي الايراني لن يرفع الى الاجهزة الدولية ... انا لست متشائماً ولكن القرار لن يكون قريباً ابداً من ما نعتقد انه مثالي". وجاءت مواقف روحاني اثر عودته الى طهران من بروكسيل حيث اجرى محادثات مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وصفها بأنها كانت "مهمة جداً". وأجرت الولاياتالمتحدة واستراليا وثلاث دول اوروبية هي بريطانيا وفرنسا والمانيا أول من أمس مشاورات للتوصل الى تفاهم حول مشروع قرار في شأن ايران وبرنامجها النووي قبل اجتماع الوكالة اليوم. وقال ديبلوماسيون غربيون ان مجلس حكام الوكالة قد لا يتوصل الى اتفاق في اجتماعه. وتريد واشنطن قراراً يدين ايران، لكن القسم الاكبر من الدول لا يؤيد ذلك. وأوضح الديبلوماسيون ان بريطانيا وفرنسا والمانيا اعدت مشروع قرار لا يتهم ايران بارتكاب انتهاك واضح للقواعد الدولية المتعلقة بالحد من انتشار الاسلحة النووية على رغم ممارستها نشاطات نووية سرية لمدة عقدين. وتقول واشنطن التي تتهم طهران بمحاولة تصنيع اسلحة نووية سراً ان مشروع القرار بلا أنياب. وذكر ديبلوماسيون في فيينا ان البرادعي قلق أيضاً من هذه النقطة، ويعتبر ان "مشروع القرار كما هو غير كافٍ لدعم الوكالة". ودخلت اسرائيل بقوة على خط الخلاف الأوروبي - الأميركي الى جانب الولاياتالمتحدة بعدما اعتبر الموساد الإسرائيلي ان البرنامج النووي الإيراني يشكل خطراً على وجود الدولة العبرية. وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم اوروبا بإظهار "الحزم" إزاء الملف النووي الإيراني. وتراهن ايران على تمكن الأوروبيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية الحؤول دون التوجه الأميركي الهادف الى رفع الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن الدولي تمهيداً لفرض عقوبات اقتصادية او سياسية. وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم ما يمكن وصفه ببيضة القبان في الالتزامات التي قدمتها ايران الى الأوروبيين، وحذرت من أنها ستعود عن هذه الالتزامات اذا لم تفِ الدول الأوروبية بتعهداتها، خصوصاً لجهة حق طهران في الإفادة السلمية من الطاقة الذرية.