فيينا، برلين، موسكو – أ ب، رويترز، ا ف ب – يطالب الغرب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكشف عما يعتقد أنها معلومات تحجبها الوكالة، وتؤكد وجود بعدٍ عسكري للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما تعتبره الوكالة مجرد «ادعاءات خبيثة». وقال ديبلوماسيون غربيون إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تخطط لإجراء محادثات مع روسيا والصين حول البرنامج النووي الإيراني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل. واوضح الديبلوماسيون إن الدول الأربع ستحاول إقناع روسيا والصين بفرض سلسلة رابعة من العقوبات على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما تعارضه موسكو وبكين اللتان ترتبطان بعلاقات تجارية قوية مع طهران. وعرضت الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) على إيران، رزمة حوافز اقتصادية وسياسية، في مقابل تجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم، لكن طهران لم ترد على هذا العرض وترفض وقف نشاطاتها النووية. وفي سعيها الى تعزيز موقفها في إقناع روسيا والصين بفرض عقوبات اضافية، طالبت الدول الغربية محمد البرادعي المدير المنتهية ولايته للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن يكشف في آخر تقرير سيقدمه للوكالة حول إيران خلال أسبوع، معلومات جمعتها الوكالة عن إيران ولم تنشرها. وقال ديبلوماسي غربي بارز إن بعض هذه المعلومات متصلة بما يُسمى «الدراسات المزعومة» لانتاج أسلحة نووية، مضيفاً ان «الدراسات المزعومة أكثر من مجرد مزعومة». واعتبر أن البرادعي بقي لسنوات «حذراً أكثر مما يجب» في تقاريره عن إيران». واشار ديبلوماسيون الى ان الوكالة تخفي منذ سنة تقريراً أعدته عن التجارب الايرانية المحتملة على السلاح النووي، ولم يطلع عليه سوى عدد محدود من المسؤولين البارزين. وقال ناطق باسم الخارجية الفرنسية ان «العديد من الأسئلة المعلقة التي طرحتها الوكالة الذرية في ما يتعلق بالنشاطات ذات البعد العسكري، ما زالت بلا إجابة. نريد أن يكون التقرير المقبل للوكالة الذرية، مفصلاً قدر الإمكان بما في ذلك الجانب العسكري». لكن ديبلوماسياً مقرباً من الوكالة نفى تكهنات بإخفائها أدلة. وقال ان «الادعاءات الخبيثة والتي لا اساس لها من الصحة، تثير انزعاجاً عميقاً»، مشدداً على ان الوكالة التابعة للأمم المتحدة تعتمد على «إجراءات بحث وتحقق مستقلة ومحايدة وشاملة». جاء ذلك في وقت أعلن ديبلوماسي في فيينا ان السلطات الايرانية سمحت لخبراء في الوكالة الذرية الاسبوع الماضي بزيارة مفاعل آراك النووي الذي يعمل بالمياه الثقيلة، للمرة الاولى منذ سنة. كما سمحت طهران للوكالة بتعزيز إجراءات إقامة السدود والمراقبة في منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم. وقال ديبلوماسي أوروبي: «يجب أن نرحب بأي جهد من جانب ايران، لأننا كنا نطالبهم بالتعاون مع الوكالة ولم يفعلوا ذلك». لكن ديبلوماسياً غربياً آخر شكك في نيات طهران، قائلاً: «انظر الى الامور في سياقها. وضعت ايران العراقيل لمدة سنة، ثم سمحت بالدخول قبل أن تصدر الوكالة تقريرها مباشرة». في برلين، دعت المستشارة الالمانية انغيلا مركل الى «فرض عقوبات اقتصادية تطال قطاع الطاقة» على ايران، «في حال عدم احراز اي تقدم» في المحادثات حول برنامجها النووي. وقالت لصحيفة «فرانكفورتر تزيتونغ»: «الامر الواضح هو ان القنبلة النووية يجب الا تقع في يد ايران، في حين لا يكف رئيسها عن التعرض الى وجود إسرائيل». في الوقت ذاته، أجرى وزيرا الخارجية الروسية سيرغي لافروف والاميركية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية حول الملف الإيراني، في إطار لقاء سيُعقد في نيويورك في الثاني من ايلول (سبتمبر) بين المديرين السياسيين في الدول الست الكبرى، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني. في غضون ذلك، قال عوزي روبين وهو الرئيس السابق لبرنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، ان إيران قد تمتلك القدرة على استهداف معظم أوروبا بصاروخ ذاتي الدفع، في غضون ما بين ثلاث واربع سنوات، إذا بذلت أقصى جهدها. واضاف: «اعتقد ان هناك استخفافاً بالقدرة الإيرانية».