كشف المدير في الشرطة السويدية هانس الفيبرو ان العشرات من ضباط الجيش العراقي هربوا الى السويد بعد سقوط النظام في العراق وتقدموا بطلبات لجوء سياسي. واضاف ان"بعضهم متهم بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وتعمل الشرطة على التحقق من هذا الامر". وقال الفيبرو ان"مهمة التحقق من ارتكابهم جرائم صعبة للغاية، خصوصاً ان الحصول على شهود او أدلة مادية تدينهم شبه مستحيل". والتقت"الحياة"عقيداً سابقاً في الجيش العراقي هرب الى السويد قبل عشرة اشهر عن طريق الاردن، فقال:"كان امامي خياران بعد انهيار النظام، اما البقاء في العراق ومواجهة مصيري بالقتل من الاستخبارات الايرانية او الهرب. تركت عائلتي وأولادي الاربعة في بغداد وهربت الى السويد بعدما دفعت عشرة آلاف دولار الى مهرب ساعدني في الوصول الى هنا". وعلى رغم ان للعقيد صوراً مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الا أنه تجنب الافصاح عن اسمه الحقيقي خوفا على مصير عائلته وعلى حياته في السويد. وأشار الى انه خدم في الجيش العراقي وفي جهاز الاستخبارات العسكري أربعين عاماً، ونفى ان يكون شارك في مهمات مخالفة للقانون. ولكنه زاد:"كنت شاهد على الكثير من المجازر التي ارتكبها قادة النظام في معظم المناطق العراقية كما املك معلومات عن أماكن لمقابر جماعية لم يتم الكشف عنها حتى الان". يذكر ان مدعي عام الغرفة الدولية في المحكمة السويدية ماغنوس الفينغ وجه تهمة التعذيب والمساعدة في القتل الى ضابط عراقي سابق هرب الى السويد وقدم طلب لجوء سياسي فيها. واعترف الضابط بأنه أرغم على التعذيب، لكنه نفى ان يكون فعل ذلك بملء ارادته. ويتوقع ان تبدأ محاكمته مطلع العام المقبل إذا تمكن الفينغ من تقديم أدلة تدينه. وكشف مصدر في دائرة الهجرة السويدية ان لجوء ضباط سابقين من الجيش العراقي الى السويد شكل انقساما بين المسؤولين في دائرة الهجرة. وقال:"لا اعتقد بأن هؤلاء يحق لهم ان يعيشوا هنا بأمان لان ايديهم ملطخة بالدماء". وأشار الى ان في حوزتهم وثائق تؤكد اهمية مراكزهم والمهام التي كانت توكل اليهم إبان حكم صدام. لافتا الى وصول ضابط، قبل يومين، في الستين من العمر،"وقدم لنا وثائق وصوراً تؤكد انه كان في سلاح الجو، كما زودنا صوراً له مع صدام وكتاباً دون فيه الرحلات الجوية التي اضطلع بها".