أكدت الشرطة السويدية ان الطفل العراقي حيدر جمعة الذي كانت تعتقد أنه خطف وبيع بمبلغ عشرة آلاف دولار في العاصمة الأردنية عمان، هو نفسه الذي وجدته "الحياة" في بغداد حيث أجرت تحقيقاً ميدانياً عن عملية خطف طفلين عراقيين، نشر في 14 كانون الثاني يناير الماضي. وقال المدعي العام السويدي ماغنوس ألفينغ ان الطفل الذي نشرت "الحياة" صوره "هو نفسه الذي كنا نبحث عنه". وكانت الشرطة السويدية أوقفت في تشرين الأول اكتوبر الماضي عراقياً وزوجته وابنهما وعاملة سويدية في مصلحة الشؤون الاجتماعية بتهمة خطف طفلين، احدهما يدعى حيدر جمعة تعتقد الشرطة انه خطف عام 1991 من مستشفى للولادة في بغداد، والثاني يدعى أحمد الطوير خطف عام 1997 من مدينة الحلة في بابل. وعلمت "الحياة" من تقارير الشرطة السرية انه تم تهريب الطفل أحمد عام 1998 الى السويد عبر استخدام هوية الطفل حيدر الذي كان مسجلاً في سجل نفوس العائلة قبل أن تأتي الى هذا البلد. لم تكن الشرطة متأكدة مما حصل للطفل حيدر، لكنها حصلت على معلومات تفيد انه "بيع" في عمان. لكن تحقيق "الحياة" اثبت ان حيدر يعيش عند أهل الزوجة المتهمة في بغداد، حيث أضيف على سجل نفوس جده. وعندما التقت حيدر في بغداد أظهر عدم معرفته انه يعيش عند جده، وقال: "أعيش مع والدي هنا في العراق، وتجاوزت العشر سنين وأدرس في الصف الخامس". وأكدت الشرطة ان عثور "الحياة" على الطفل حيدر حل لغزاً أساسياً في قضية الخطف المعقدة. لكن لغزاً آخر لا يزال يحيّر الشرطة هو الطفل أحمد الذي هُرب الى السويد باستخدام هوية حيدر. وأوضحت الشرطة انها كانت تعتقد ان العراقي اياد وزوجته سهام خطفا أحمد عام 1997 من مدينة الحلّة، لكن المعلومات الجديدة التي أوردتها "الحياة" في كانون الثاني غيّرت مجرى التحقيقات وأصبحت الشرطة مقتنعة بأن أحمد خطف من ملجأ للأيتام في بغداد وهُرب الى السويد بأوراق مزورة. ولا تزال الشرطة تعمل لاستجواب اياد وسهام الموقوفين منذ نحو 4 أشهر بتهمة الخطف. وهي تعتمد سرية تامة في تحرياتها اذ لم تسرب أي معلومات عن التحقيقات ولم تنشر بعد صورة للطفل أحمد الذي تتولى مصلحة الشؤون الاجتماعية السويدية رعايته الآن. "الحياة" حصلت على الصورة التي استخدمت لأحمد عام 1998، أي عندما كان في الرابعة من عمره وهي الفترة التي خطف فيها من العراق. وتعرض أحمد لتعذيب جسدي ونفسي طوال فترة اقامته مع تلك العائلة. إذ أكد مصدر أمني أشرف على التحقيقات ان الطفل لم يعامل بطريقة انسانية و"لم يحصل على وجبات غذائية كافية عند تلك العائلة، ما أدى الى تدهور حاله الصحية الى درجة معاناته الجوع المميت. كما ان الاعانة المالية للطفل نحو 200 دولار التي كانت العائلة تحصل عليها شهرياً من الدولة لم تُصرف عليه بل كانت تذهب الى اياد وزوجته سهام". ولم يعرف سابقاً هدف عملية خطف الطفلين، وتسربت معلومات تفيد ان الشرطة تعتقد بأن الهدف هو الاتجار بهما جنسياً أو استخدامهما في تجارة الأعضاء، لكن تلك النظرية سقطت بعدما وجدت "الحياة" الطفل حيدر حياً. والمفاجأة كانت اعلان الشرطة السويدية ان الغاية الأساسية من الخطف أصبحت واضحة وهي كسب اعانات مالية اضافية من الدولة السويدية. وذكر مصدر أمني ان الزوجة اعترفت خلال التحقيقات بأن زوجها خطف الطفل من أجل مضاعفة الاعانات المالية الحكومية.