تحولت لعبة"البلايستيشن"من لعبة للترفيه إلى وسيلة يتاجر فيها كثيرون من أصحاب المقاهي والاستراحات، إذ بمجرد جلوسك في المقهى لتناول كأس من الشاي مع الشيشة أو المعسل، تلفت انتباهك عبارة"بلايستيشن للإيجار". وللعب"البلايستيشن"في المقاهي طابعه الخاص لجهة المنافسة والاستمتاع بها، نظراً الى كون تلك المقاهي ملتقى غالبية الشبان لا سيما في عطلة نهاية الأسبوع والإجازات السنوية. وبلغت اللعبة، التي حازت شعبية كبيرة بين الشبان السعوديين، حداً لا يمكنهم الاستغناء عنها في المقاهي. ويقول أحمد الزهراني وهو أحد عشاق"البلايستيشن"، إنه يستمتع بممارستها في المقاهي أثناء تناوله الشيشة مع أصدقائه فيجتمعون بشكل يومي تقريباً، ويبدأون اللعب من الساعة التاسعة مساء وحتى الثانية فجراً، وفي أحيان كثيرة يتواصل اللعب إلى موعد إغلاق المقهى مع أذان الفجر. ويضيف أن زيادة ممارسة هذه اللعبة في مقاهٍ كثيرة في الفترة الأخيرة، أدى إلى عزوف عدد كبير من الشباب عن اللعب في منازلهم، والاكتفاء بتلك التجمعات في المقاهي. ويشير الزهراني إلى أن الأسعار تختلف بحسب صاحب المقهى فهو الوحيد الذي يفرضها، وتصل أحياناً إلى 20 ريالاً للساعة الواحدة، بينما تتراوح في غالبية المقاهي من 10 إلى 15 ريالاً للساعة. ويؤكد كل من صالح سعد وخالد علي وبدر الزهراني أنهم من هواة ممارسة لعبة البلايستيشن في المنزل والمقهى، إلا أنهم يفضلون الثاني لأن المتعة تصبح أكبر وسط أجواء التحدي والمنافسة. ويجتمع يومياً بين سبعة وثمانية شبان للعب البلايستيشن، لكن بعضهم ينسحب باكراً نتيجة تعرّضه للهزيمة، أو لمجرد شعوره باقترابها. ويصل الأمر أحياناً إلى حدود المشادة الكلامية او الاشتباك بالايدي نتيجة عدم اقتناع أحد اللاعبين بالنتيجة، فيتدخل الآخرون لحل النزاع. لكن سرعان ما يعود المتخاصمان إلى اللعب مع بعضهما البعض كأن شيئاً لم يكن. وعن الأرباح التي تجنيها هذه المقاهي، يوضح حمدان غرم الله أن الأرباح لا يمكن تحديدها لأنها تختلف من وقت لآخر، إذ ترتفع وتنخفض بحسب تواجد الزبائن وإقبالهم على اللعب مشيراً الى أن المتاجرة في لعبة البلاستيشن تحتمل الربح والخسارة في آن واحد. من جهته يخشى عبدالله العتيبي وهو أب لأربعة أبناء، يبلغ أكبرهم 16 عاماً، أن توجه المقاهي الشعبية لتقديم مثل هذه الخدمات للشبان المراهقين يشكّل من وجهة نظره خطراً كبيراً عليهم، فهي في الأساس مكان لتجمع هواة شرب الشيشة والمعسل اللذين يشكلان خطراً صحياً وعادات اجتماعية مرفوضة".