اعتبر سياسيون وصحافيون اسرائيليون تصريحات رئيس الحكومة ارييل شارون وقادة الجيش حول انتهاء المرحلة الأولى من عملية "السور الواقي" التي استهدفت البلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والتباهي بانجازاتها، مؤشراً واضحاً الى عدم استكمال العدوان وعدم جدية شارون في حديثه عن استئناف العملية السلمية. ورأى النائب ران كوهين ميرتس ان شارون لم يستبعد، خلال لقائه أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أول من أمس، القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة حين أبلغهم، رداً على سؤال حول امكان القيام بعملية كهذه، انه ليس من الحكمة أن يكشف على الملأ أين سينشط جيشه. وقال المعلق السياسي في اذعة الجيش رفيف دروكر ان الحديث المتكرر عن نجاح عملية "السور الواقي" يعني في نظر شارون وقادة جيشه انه في حال وقوع عملية انتحارية داخل اسرائيل، سيتم الرد عليها باجتياح عسكري جديد "حتى يحقق شارون هدفه الأساسي: طرد الرئيس الفلسطيني من المنطقة". وقال زميله عمانوئيل روزين ان شارون سيواصل تصعيده ضد الفلسطينيين بهدف استمالة أعضاء حزبه "ليكود" عشية انعقاد مؤتمر الحزب، في أواسط الشهر المقبل، وبهدف مجاراة بنيامين نتانياهو الذي يهدد زعامته الحزب من خلال اطلاق تصريحات ومواقف متطرفة. وكتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها امس تقول ان اعتبار شارون المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة شأنها شأن المدن داخل اسرائيل، واصراره على عدم مناقشة إخلاء أي منها انما يلقيان بظل ثقيل على اعتبار الرئيس الأميركي رئيس الحكومة الاسرائيلية "رجل سلام". وزادت ان الرسالة التي يجدها الفلسطينيون في تصريحات شارون هي انهم حتى ان القوا بسلاحهم، فإن الحكومة الاسرائيلية لا تنوي العمل على انهاء الاحتلال في المدى المنظور "ما يحتم على حزب العمل مطالبة شارون باجراء نقاش حول اخلاء مستوطنات، وفي حال رد طلبهم عليهم الانسحاب من الحكومة والعمل على تقديم موعد الانتخابات ليفهم شارون انه ليس باستطاعته تضليل انصار التسوية السلمية". وحذر الكاتب جدعون سامت من العواق بالوخيمة لسياسة شارون على الاسرائيليين وقال انه أي شارون أخطر سائق تولى قيادة العربة الاسرائيلية في تاريخ اسرائيل "وبعدما قادها الى الوحل اللبناني يقودها اليوم بركض جنوني". وأضاف ان شارون يخوض معركة مع نتانياهو الذي يدفع به نحو مغامرات عسكرية وسياسية و"رفضه مناقشة تفكيك مستوطنات يهدئ انفلات اليمين المتطرف في حكومته ومن هم على شاكلة لوبان". وزاد ان قلق الاسرائيليين المتواصل وإذكاء المشاعر ضد الفلسطينيين يمنحان شارون تأييداً جماهيرياً "لكن النجاح الذي يدعيه هذا الرجل - في عملية السور الواقي - خلّف تركة من الدمار المادي والمأساة الانسانية ويؤشر بقوة الى سياسة منفلتة لزعيم يقود شعبه منذ زمن الى حمام دماء لا رجاء منه، وينبغي إيقاف هذا الرجل وركضه قبل فوات الأوان".