سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء الاسرائيلي مطمئن الى ان الكنيست سترفض اجراء استفتاء على الانسحاب من غزة . اسرائيل تشكل 5 لجان للعلاقات مع الفلسطينيين وشارون يرفض ارجاء تنفيذ خطة "فك الارتباط"
في الوقت الذي أطلق بعض الوزراء في اسرائيل الوعيد للسلطة الفلسطينية ب"رد موجع"على قذائف الهاون التي ضربت أمس المستوطنات اليهودية في"غوش قطيف"في قطاع غزة هوّنت أوساط عسكرية رفيعة المستوى من خطورة الحادث واعتبرته"حريقا بسيطاً مقارنة بالحريق الهائل الذي أخمده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن منذ تسلمه منصبه وفي قمة شرم الشيخ". وفي مقابل الدعوات الصادرة عن وزراء"العمل"الى رئيس السلطة بالعمل على"إخماد النار"وجّه وزير المال بنيامين نتانياهو تحذيراً الى عباس بأن"فترة السماح الممنوحة له آخذة في النفاد"وان عليه التحرك"بسرعة وبقوة ضد المنظمات الارهابية وإذا لم يقم بذلك فستقوم اسرائيل بالمهمة". وأفادت الاذاعة العبرية ان تل ابيب أجرت اتصالات حثيثة مع واشنطن والقاهرة لاطلاعها على"خطورة اطلاق الهاون"على مستوطنات غزة، فيما تحدثت وسائل الاعلام العبرية عن اجتماع كان يفترض عقده مساء أمس بين قائد"المنطقة الجنوبية"في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال دان هارئيل وقائد جهاز الاستخبارات العامة في القطاع اللواء موسى عرفات ل"تقويم الموقف". وناقش"المطبخ الوزاري"برئاسة رئيس الحكومة ارييل شارون التطورات الحاصلة في اجتماع عقد امس. وقرر"المطبخ"تشكيل خمس لجان تعنى بمسائل مختلفة تتعلق بالعلاقات مع الفلسطينيين احداها لجنة اسرائيلية - فلسطينية مشتركة لدرس موضوع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين واخرى برئاسة نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز تعنى بمجمل المسائل الاقتصادية والمدنية المتعلقة بخطة"فك الارتباط". اما اللجان الثلاث الأخرى فيقودها موفاز وستبحث في نقل المسؤولية الأمنية عن خمس مدن في الضفة الغربية الى السلطة والبت في"مصير المطلوبين الفلسطينيين". في سياق متصل قال شارون لصحيفة"هآرتس"انه وعد رئيس السلطة الفلسطينية في لقائهما في شرم الشيخ بزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم اطلاق سراحهم وبضمنهم من تصنفهم اسرائيل ب"الملطخة اياديهم بدماء الاسرائيليين". لكن شرط ان يمر الانسحاب المزمع من غزة بهدوء. واضاف ان اطلاق الأسرى القدامى قبل اتفاقات اوسلو"الملطخة ايديهم بالدم"مسألة حاسمة بالنسبة الى الفلسطينيين"اذ تقول قيادتهم انها ارسلت هؤلاء الاشخاص الأسرى لتنفيذ عمليات وهم يقبعون الآن في السجن ونحن نجول العالم ونقيم في الفنادق... انهم يدعمون أبو مازن اليوم". وتطرق شارون الى الدعوات المتواترة من أقطاب في حزبه"ليكود"لاجراء استفتاء عام حول خطة فك الارتباط، وقال ان استفتاء كهذا لن يُجرى بأي حال لأن من شأنه إرجاء تنفيذ الانفصال لسنة على الأقل"وهذا مجرد هدر وقت لا يحتمل"متوقعاً في الآن ذاته ان يشتد التوتر في أوساط الاسرائيليين ويبلغ ذروة تكاد تكون غير مسبوقة في حدتها، اذ سيتعاظم التحريض والكره فضلاً عن ان ارجاء التنفيذ سيسبب اخطاراً عظيمة، خصوصاً في العلاقات مع الولاياتالمتحدة التي تدعم الخطة. وقالت أوساط قريبة من شارون انه لا يخشى تقديم موعد الانتخابات، لكنه لا يحبذها، وأضافت انه يريد ان تطرح فكرة اجراء الاستفتاء على الكنيست البرلمان الاسرائيلي للتصويت عليها لقناعته بأن غالبية مطلقة من النواب سترفضها، وهذا ما بينه استمزاج لرأي النواب اجرته صحيفة"معاريف"امس، اذ اعلن 79 نائباً معارضتهم مقابل تأييد 40 نائباً فقط. لكن ما يؤرق شارون والمقربين منه عدم توافر غالبية برلمانية لمشروع الموازنة العامة للعام الحالي، علماً انه مضطر لتصديق الكنيست عليه حتى موعد أقصاه آخر آذار مارس المقبل وإلا اضطر قانونياً لتقديم موعد الانتخابات. وحتى الآن يبدو ان 66 نائباً يعارضون الموازنة بضمنهم 13 نائباً من حزب"ليكود"الحاكم الذين يقايضون تأييدهم بقبول شارون اجراء استفتاء عام على خطة فك الارتباط. ويبدو ان شارون سيضطر الى حسم ولاء حركة"شاس"11 نائباً بإغداق أموال على مؤسساتها الدينية و"تعديل"بعض البنود في الموازنة المتقشفة لجهة تخفيف حدة الضربات التي تنزلها بالشرائح الضعيفة.