كشفت الضغوط السياسية والحملات الاعلامية التي يصفها السوريون بپ"غير المسبوقة"على بلادهم عن وجوه اعلامية بعضها ظهر حديثاً وللمرة الاولى ربما خلال تغطية الفضائيات العربية للحدث السوري خلال الاشهر الماضية من هذا العام. وبدا لافتاً انه بقدر ما عززت تلك الحملات من الاصوات الداخلية المنتقدة اداء الاعلام الرسمي وقصوره في مواجهة الازمة المستفحلة والقابع في طرفها الآخر فضائيات عربية كبيرة يصعب مواجهتها بامكانات وطريقة ادارة الاعلام المحلي، بقدر ما تعرف السوريون الى شخصيات سياسية وفكرية وصحافيين محليين رأوا لديهم"مجاراة الآخر"وپ"ربما التفوق عليه بمنطق الحجة والحوار المنطقي"وپ"فهم ألف باء التعامل مع الكاميرات"بعيداً من"الانفعال والتوتر". وهو ما أحرج بحسب آراء البعض في مرات كثيرة الآخر القادم بمقولات"باتت معروفة ومملة من كثرة تردادها خلال الاشهر العشرة الماضية". مراسلو المحطات العربية في دمشق يشكون من صعوبة تأمين ضيوفهم سريعاً وآنياً بما يتوافق مع تسارع الاحداث الهائل، ويتحول الامر في احداث كثيرة الى الاكثار من تكرار شخصيتين الى ثلاث شخصيات على اكثر من محطة وربما ثلاث محطات احياناً وبخاصة في مناسبات لا تستطيع نشرات الاخبار على الفضائيات الرئيسة كپ"الجزيرة؟ وپ"العربية"وپ"الحياة ال بي سي"... اغفال الحدث المتعلق بالضغوط على سورية عن مقدمة اخبارها. وظهر ذلك مرات كثيرة كمناسبة التعليق على تقريري ميليس الاول والثاني، وعلى الكشف عن جماعات تكفيرية والضغوط على الليرة. والحال ان تلك المشكلة لا تضغط فقط على المحطات التي تضطر لتكرار الضيوف بل على الضيف ذاته الذي يضطر الى تلبية تلك الدعوات والظهور على هذه المحطات مكرراً الفكرة او تعليقه وتحليله للحدث المطروح. بالتأكيد يوجد في المشهد الاعلامي والثقافي السوري المئات وحتى العشرات الذين يستطيعون التعليق، لكن حتى الآن تبدو القضية جديدة عليهم، ومنطقياً هناك 250 عضواً في مجلس الشعب ونحو 30 وزيراً اضافة الى مديري ومسؤولي الصحف المحلية ورؤساء 9 أحزاب مؤتلفة في الجبهة الوطنية التقدمية وعشرات اساتذة الجامعة في اختصاصات العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكتاب ومثقفون. وكل هؤلاء من الناحية النظرية، مؤهلون للتعامل مع الحدث السوري ومناقشة ما يتعلق ببلدهم من ازمات او مواقف، ويبدو من الضروري التعامل مع الفضائيات والافادة من الفرص التي تتيحها لعرض وطرح ما يريدون، لكن الامر لم يكن كذلك خلال الاشهر التسعة الماضية على رغم حدوث تقدم مهم في كيفية تعامل المحللين السوريين مع الفضائيات وظهور شخصيات جديدة بدأت تبرز وتعرف عربياً من خلال تكرار ظهورها التلفزيوني.