تصدر الحدث السوري الفضائيات العربية خلال اليومين الماضيين، زيارة ديتليف مليس إلى دمشق واتهامات وزير الدفاع العراقي للحكومة السورية بتسهيل مرور الإرهابيين عبر الحدود، فضلاً عن تهديدات السفير الاميركي في العراق لسورية بما فيها إمكان استخدام الحل العسكري كل هذه الأحداث جعلت الفضائيات العربية تتسابق لاستضافة المسؤولين والمحللين السوريين. "الجزيرة"استضافت وزير الإعلام للتعليق حول الاتهامات العراقية والمحلل أحمد حاج علي حول زيارة ميليس و"العربية"اتصلت برئيس اتحاد الصحافيين صابر فلحوط و"نيو. تي. في"أجرت حواراً مطولاً مع رئيس تحرير صحيفة"البعث"إلياس مراد و"إل. بي. سي"التقت رئيس تحرير"الثورة"السورية فايز الصائغ. وحدها الفضائية السورية كانت الغائبة الأكبر عما يجري، برامجها بقيت كما هي مع ملاحظة بث متواصل ومفتوح لاختتام مهرجان"مشتى الحلو"السياحي ضمن التقاليد الجديدة لزيادة مشاهدي التلفزيون، بل وحتى موجز الأخبار في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل مر على زيارة المحقق الدولي من دون اهتمام، فجاء الخبر في المرتبة الثالثة بعد خبرين يتعلقان بوضع رئيس الحكومة السورية ناجي عطري حجر الأساس لمشروع سياحي، ثم جولته على معرض دمشق الدولي، لتتأخر مباحثات مليس مع المسؤولين في الخارجية السورية إلى الترتيب الثالث دون أي إضافة لخبر وكالة الأنباء الرسمية"سانا"المقتضب أساساً. لا تفسير منطقياً ولا مهنياً بالطبع لهذا الاجتهاد، باستثناء التقليل من أهمية الحدث وربما توجيه رسالة أننا غير معنيين به ، لكن هل تستطيع الفضائية السورية توليد هذه القناعة، بل كيف يمكن التعامل مع حدث كهذا بهذه الصيغة في وقت ظهر أهم المسؤولين الإعلاميين السوريين لشرح الموقف على الفضائيات الأكثر متابعة وحضوراً. ثمة مشكلة مهنية تعانيها البرامج السياسية والإخبارية على التلفزيون السوري سبق وتناولها كثير من الإعلاميين المحليين، لكن لا أحد يتخيل أن تصل هذه المشكلة الى درجة التعامل بما يشبه الحيادية تجاه الاحداث الكبيرة والمهمة التي تواجهها سورية حالياً، على الاقل إن لم نستطع أن نستضيف سياسيين ومحللين معروفين في الدول الاخرى. فلنفتح المجال أمام المعنيين السوريين بالأحداث المطروحة أو أمام المحللين والصحافيين الذين اكتشفهم المشاهد السوري ذاته على الفضائيات الاخرى.