استطاع وائل جسار خلال مسيرته الغنائية التماس استحسان الجمهور من خلال صوته القوي وأدائه الجميل. من"عالجمر"وپ"الدنيا علمتني"وپ"أراضيكي"،"تذوّق"الجمهور أداء لافتاً وإحساساً مرهفاً يملكهما الفنان اللبناني الشاب. قد ينتقد بعضهم تقصير وسائل الإعلام المحلية في حق الجسار، لكنه في المقابل حقق أخيراً نجاحاً لافتاً مع صدور ألبومه الأخير"مشيت خلاص"الذي أراده عكس تيار الغناء السائد اليوم. في حديثه إلى"الحياة"، ينفي جسّار شائعة زواجه من الفنانة لورا خليل التي يعتبرها صديقة عزيزة، ويتحدّث عن شؤون عالم الفن وشجونه. لماذا في رأيك نجحت أغنية"مشيت خلاص"وكيف وجدت الأصداء التي رافقتها؟ - الأغنية متكاملة من ناحية اللحن والكلمة والأداء الحساس. أديتها كما لم أغن من قبل، ولذلك نجحت. هذا فضلاً عن كون الموضوع جديداً، والقصة مستوحاة من علاقات الناس. إنها أغنية تسبح عكس التيار الرائج الذي يغرقنا حيث يومياً في أغان لا قصة فيها ولا لون ولا هدف. ولكن وفق أي معايير تختار أغانيك؟ - يجب أن أشعر بالأغنية وبكلماتها لأؤديها في شكل جيّد. وهذه الأغنية حين سمعتها صدفة في مصر خلال تنفيذ إحدى الأغاني من الشاعر هاني عبدالكريم، دخلت قلبي بسرعة. فهي تمس حالة إنسانية، فأحياناً يمر الإنسان بحالات لا يركز عليها فتأتي بعض الكلمات لتحييها وتعبر عنها بشكل دقيق فيتأثر بها وهذا ما حصل معي. مع كل عمل جديد تحرص على تصوير فيديو كليب. هل باتت الصورة حقاً ضرورية لنجاح الفنان؟ - الفيديو كليب يلعب دوراً أساسياً اليوم نظراً الى انتشار الفضائيات التي تؤمن التواصل بين الدول العربية. الشركة المنتجة تحرص على تقديم فيديو كليب لكل عمل جديد، وذلك من أجل الترويج له. فتختار أغنية لتصوّرها، وذلك بسبب التكاليف الباهظة وأعمال السرقة التي تجرى عبر الإنترنت والكومبيوتر وتحرمنا من حقوقنا. هل تحرص على تقديم صورة معينة في الكليب، أم إنك تترك مجريات القصة للمخرج؟ - في كل فيديو كليب قدمته، كنت أحرص على وضع نظرتي الخاصة. وأحرص دائماً على تجسيد فكرة بسيطة ومؤثرة لا تتعمد الإثارة أو المشاهد الراقصة المملة التي ترضي بعض أذواق المشاهدين. هل هناك مخرجون معينون تحب التعامل معهم؟ - هناك حسين دعيبس وسعيد الماروق وكانت المفاوضات جارية معهما لتصوير"مشيت خلاص"لكن الخيار وقع أخيراً على باسم كريستو وكانت التجربة ناجحة بشهادة الجميع. المظهر الكلاسيكي غيرت اللوك في ظهورك الأخير هل تتبع الموضة في مظهرك الخارجي؟ - في السابق كانوا ينتقدون المظهر التقليدي الذي أظهر فيه. وفي الحقيقة أنا ضد طغيان الشكل على الصوت."اللوك"ليس الأساس لنجاح الفنان ولكن الاهتمام بالشكل ضروري، وذلك من أجل التغيير وينعكس إيجاباً في نفسية المؤدي والمتلقي مثل تغيير المنزل أو السيارة. أنا أحب البساطة والعصرية من دون مغالاة أو إجراء عمليات تجميل. هل يعتبر وائل جسار أنه نجح وحقق الشهرة التي تلائم قدراته الصوتية؟ - الجمهور هو الذي يحدد نجاح الفنان أو فشله. لا أستطيع الحكم على نفسي بل عليّ أن أجهد لتقديم الأعمال الجيدة والمتقنة. هل توافق على تصنيف فنانين درجة أولى وآخرين درجة ثانية؟ - في رأيي هناك عشر درجات للفنانين. فالغناء أصبح موضة ووسيلة سهلة لكل من يحب عالم الأضواء. دخلت إلى المجال الفني أصوات دون المستوى، تفتقر إلى أدنى مقومات الفنان الحقيقي... يجب أن ننهي هذا الانحدار الذي يؤذي الفن ويفرغه من مضمونه الحقيقي كغذاء روحي في حياتنا اليومية. من في رأيك المسؤول عن هذا الانحدار؟ - شركات الإنتاج هي التي تخطئ بتبنيها هذه الأصوات لدوافع تجارية، فتقدم عارضين وعارضات في صور مثيرة تضمن لهم الربح الكثير. وهناك دور للإعلام المرئي والمكتوب والمسموع الذي يشجع هذا الانحراف عوض أن يقف أصحابه بالمرصاد ويقولون كفى انحداراً. هل هذا يعني أنك لم تأخذ حقك؟ - طالما الناس تقدرني آخذ حقي وزيادة. ولكن لدي عتب على الصحافة المكتوبة التي لا تعطي الأصوات الجيدة حقها. فهي في الماضي كانت تدعم الأصوات الجيدة وتسهم في شهرتها كما حصل مع الفنانين الكبار. لكن اليوم تغيّب الأقلام هذه الأصوات فهل انقلبت المعايير؟ يتدافع الفنانون اليوم للانضمام إلى شركة إنتاج كبيرة لتحقيق المزيد من الشهرة والانتشار فهل تسعى إلى ذلك؟ - أنا اليوم أتعاون مع شركة"آرت لاين"ومرتاح جداً معها والتعامل بيننا يجري في شكل راقٍ وهي تعطيني حقي وتقدمني بصورة جيدة. حتى الشركات التي تعاونت معها في السابق"ميوزك ماستر"و"ريلاكس إن"عاملتني في شكل جيد. ما حقيقة خبر زواجك من الفنانة لورا خليل؟ - إنها اشاعة ككل الاشاعات التي تطاول من هم تحت الضوء. تربطني بالفنانة الناجحة لورا خليل صداقة أخوية وأحياناً نخرج معاً وهذا ما دفع بعضهم إلى إطلاق شائعة الزواج لكنني أنفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً. هل تخاف الاشاعات وكيف تتعامل معها؟ - عندما تروج اشاعة أنفيها حتى لا تتمدد ويقتنع بها الناس. في بعض الأحيان، هناك حملة اشاعات تكون منظمة تهدف إلى خلق البلبلة بدافع الغيرة والحسد والإساءة... هل تفكر بخوض تجربة الديو التي أصبحت رائجة اليوم؟ - خضت التجربة في السابق مع المطربة السورية هويدا، وأحب أن أكررها مع فنانة يتناسب صوتها مع صوتي. إلى من تستمع من الفنانين؟ - إلى جانب وائل جسار أستمع إلى فضل شاكر، صابر الرباعي، معين شريف، ومن الأصوات النسائية، ماجدة الرومي نانسي عجرم، نجوى كرم، شيرين ولورا خليل. كيف كان نشاطك في الصيف ؟ - برنامجي كان حافلاً هذا الصيف. قدمت حفلات في الكويت ودبي المغرب وأميركا وأستراليا حيث التقيت الجاليات اللبنانية التي تحبني وأعمالي. إلى ماذا يطمح وائل جسار؟ - أطلب من الله النجاح الدائم. فليس هناك أجمل من أن يحصد الإنسان نتيجة تعبه، فيربح الشهرة ومحبة الناس. أنا مقتنع بما وصلت إليه، ولكن على الإنسان الناجح ألا يكتفي بما حققه بل أن يسعى إلى المزيد من التطور والنجاح.