توالت كوارث تحطم الطائرات، ووقع أربع منها في الاسبوعين الماضيين. وقد تضع هذه الكوارث الجوية حداً لازدهار حركة الطيران العالمية. ففي العام المنصرم، سُجلت أدنى نسبة وفيات في تاريخ الحوادث الجوية منذ 1945. وكان آخر هذه الحوادث تحطم طائرة تابعة لخطوط"وست كاريبيين"الكولومبية غرب فنزويلا، في منطقة جبلية قريبة من الحدود الكولومبية. وهذه الحادثة هي الثانية على متن هذه الخطوط في خمسة اشهر. وافتُتحت سلسلة الكوارث الجوية الأخيرة في الثاني من آب أغسطس الجاري باشتعال طائرة"ايرباص أ 340"للخطوط الجوية الفرنسية على مدرج مطار تورنتو الكندي. ونجحت فرق الانقاذ في تدارك الكارثة، فلم تسجل أي وفاة. ولكن الحظ لم يحالف ركاب طائرة الشارتر التونسية التي وقعت في البحر كلهم، وقضى 13 من ركابها، وفُقد ثلاثة آخرون. وفي 14 آب، هوت طائرة"بوينغ 737"تابعة لشركة"هيليوس"القبرصية، وقضى ركابها وطاقم القيادة حتفهم. وتشترك الشركتان"هيليوس"القبرصية وپ"وست كاريبيين"الكولومبية في تقاضي بدل مادي منخفض في مقابل نقل الركاب من بلد الى آخر. ويطرح ذلك عدداً من الاسئلة. فهل تذاكر الطيران الرخيصة خطيرة؟ وهل الحذر من تدني اسعار تذاكر النقل الجوي واجب؟ وهل ينبغي علينا نحن الركاب تفضيل الشركات الكبيرة المنتظمة على شركات الشارتر الصغيرة؟ والحق أن العاملين على متن طائرات الشارتر يفقدون الثقة في شركاتهم. ففي 15 آب، رفض الطيارون والمضيفات في شركة"هيليوس"القبرصية الإقلاع على متن طائرات يشكّون في سلامتها التقنية. وذهبت والدة الطيار المساعد على متن طائرة"بوينغ 737"المتحطمة الى ان ولدها اشتكى مرات من أعطال هذه الطائرة التقنية. وأعلن مركز الطيران المدني الفيديرالي السويسري عزمه على إعادة النظر في التراخيص الممنوحة لشركة"هيليوس"للطيران بين سويسرا وقبرص. ولكن، هل هناك صلة بين أسعار التذاكر المخفضة وأمن الطيران؟ ومن المفترض ان تخفف شركات الشارتر من مصاريفها باعتمادها الخطوات الآتية: بيع التذاكر على الانترنت، والهبوط في مطارات ثانوية تتقاضى ضرائب منخفضة، وتوظيف أشخاص للقيام بأكثر من مهمة، وبيع المشروبات على متن الطائرة. ولا يكتفي عدد من الشركات الاجنبية بهذه الخطوات، بل يعمد الى خفض الموازنة المخصصة للصيانة، وإعطاء رواتب منخفضة للطيارين. وعلى رغم الأعطال التقنية ونقص قطع الغيار، تقلع طائرات هذه الشركات. وهي غالباً ما تشتري قطع غيار سبق استعمالها في طائرات تحطمت. وتبلغ نسبة تحطم طائرات الشارتر 15 ضعفاً نسبة تحطمها وحوادثها النظامية. ونسبة الحوادث على متن أكبر عشرين شركة طيران عالمية، وحصتها من النقل الجوي 60 في المئة، تبلغ عشرين في المئة من جملة حوادث الطيران. عن ديبورا نيزارد وأودري بينسون، لو بوان الفرنسية. 18/8/2005