أعلنت شركة"هيليوس ارويز"القبرصية للطيران أمس، وقف تحليق طائراتها كافة، في أعقاب تحطم الطائرة التابعة لها في اليونان أول من أمس ومقتل ركابها ال121، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القبرصية. ونقلت الوكالة عن ناطق باسم الشركة ان رحلات الشركة كافة أوقفت منذ تحطم الطائرة، وتم استئجار طائرات من خطوط جوية أخرى لنقل الركاب الذين كان من المقرر أن تنقلهم الشركة. ويأتي ذلك بعدما اضطرت شركة"هيليوس"صباحاً إلى إلغاء اثنتين من رحلاتها من لارنكا، إثر رفض الطواقم مزاولة نشاطاتها بسبب الحادث. وقال مسؤولون في مطار لارنكا لوكالة الأنباء القبرصية إن رحلة إلى صوفيا تأخرت ثلاث ساعات عن موعدها بعدما رفض أفراد الطاقم الصعود إليها. وتحدثت محطة"سيغما"المحلية عن"شبه تمرد"، من دون أن تحدد ما إذا كان الطاقم"منهاراً نفسياً"أو قلقاً فعلاً لأسباب أمنية. وتحطمت طائرة ال"بوينغ"في منطقة جبلية قرب أثينا لأسباب لم تحدد بعد. وقالت الشركة القبرصية والشرطة اليونانية إن الطائرة كانت تقوم برحلة من لارنكا إلى براغ مع توقف في أثينا. وأعلنت السلطات اليونانية أمس أنه عثر على جثث ركاب وأفراد طاقم الطائرة القبرصية التي تحطمت شمال شرقي أثينا، بينهم 21 طفلاً وعلى الصندوق الأسود الثاني. وقال وزير الدولة لشؤون الصحة جورج كونستنتوبولوس إن"21 طفلاً ترواح أعمارهم بين أربع سنوات وأكثر بين الضحايا"، مشيراً إلى أن"عدد اليونانيين محدود جداً". وقال وزير الداخلية اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس إن معظم ركاب وأفراد طاقم الطائرة القبرصية قضوا على الأرجح قبل سقوطها"لكن علينا التأكد من هذه المعلومات". وقالت وزارة الصحة إن نحو ثلاثين جثة يصعب التعرف اليها ستبقى في مشرحة قرب ميناء بيريوس لإخضاعها لتحليل الحمض الريبي النووي. في موازاة ذلك، أظهرت قائمة بأسماء ضحايا الطائرة أن جميع الركاب كانوا من القبارصة اليونانيين فيما عدا الطيار وهو ألماني وعشرة يونانيين، كما أظهرت انه من بين الركاب طفلة في الرابعة من العمر وتسعة أطفال لا تزيد أعمارهم على عشرة أعوام. ونشرت الصحف القبرصية معلومات مفادها أن رحلات"هيليوس"واجهت مشكلات في الماضي وأوردت شكاوى عدة من ركاب. وقال مصدر رفيع في وزارة الدفاع اليونانية أمس، إن معظم الجثث التي انتشلت كانت متجمدة. وتشير دلائل أولية إلى أن الطائرة التي تحطمت ربما كانت قبراً طائراً عندما هوت. ولا يزال الغموض يلف الدقائق الأخيرة من رحلة الطائرة التي أعلن أنها"مارقة"عندما دخلت المجال الجوي اليوناني ولم تتمكن من الاتصال ببرج المراقبة في مطار أثينا الدولي، ما حدا بالقوات الجوية اليونانية إلى إرسال مقاتلتين من طراز"أف - 16"للتحقق من امرها. وشاهد طيارا ال"أف-16"مساعد الطيار منحنياً إلى الأمام وربما فاقداً الوعي والطيار غائباً عن مكانه"، فيما بدا ان ركاباً كانوا يحاولون السيطرة على الطائرة.