سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الهوس الديموغرافي والانتفاضة حسما الموقف الإسرائيلي من الاستيطان" في القطاع . معلق إسرائيلي يرى أن الانسحاب من غزة "كان نتاج الإرهاب الفلسطيني لا سببه"
رأى المعلق السياسي البارز في صحيفة"هآرتس"الإسرائيلية ألوف بن ان الهوس الديموغرافي والانتفاضة الفلسطينية حسما الموقف الإسرائيلي من الاستيطان اليهودي في قطاع غزة لجهة وقفه، مقتبساً عن مسؤول إسرائيلي اعتباره المشروع الاستيطاني هذياناً"من أصله"لا رجاء منه. وأضاف بن في مقال نشرته الصحيفة أمس على صفحتها الأولى، أن ثمة توافقاً في الرأي ساد الإسرائيليين حول أن اخلاء مستوطنات القطاع كان سيتم في إطار أي تسوية دائمة للصراع، أما السؤال الآن فهو"هل خرجنا من هناك أقوياء كما يرى رئيس الحكومة، أم أغبياء على حد توصيف بنيامين نتانياهو". وتابع المعلق أن الانتفاضة الأولى في العام 1987 وضعت حداً لصورة"الفلسطيني المهان وسوق العبيد"التي انعكست خلال تشغيل عمال فلسطينيين في البناء والمطاعم، داخل إسرائيل"وبعد الانتفاضة اضطرت إسرائيل الى الانطواء، ثم في اتفاق أوسلو الى الانسحاب من المدن الفلسطينية والمخيمات، ومع انتهاء الانتفاضة الثانية الانسحاب ايضاً من المستوطنات. هذه هي القصة كلها". وأضاف أن الأرقام أشارت الى ارتفاع متواصل في عدد القتلى الإسرائيليين في القطاع، وأنه خلافاً لادعاء اليمين بأن مرد الارتفاع هذا هو اتفاق أوسلو"يمكن القول إن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع الذي استمر 12 عاماً منذ 1993 - توقيع أوسلو كان نتاج الإرهاب الفلسطيني لا سببه". وزاد المعلق أن الرئيس الفلسطيني محق في عزو اخلاء المستوطنات الى الكفاح الفلسطيني"ولو بقي الفلسطينيون خانعين يتلقون الاملاءات كما كانت الحال قبل 20 عاماً، لما فكّر أحد في الانسحاب". ويضيف بن سبباً آخر من لدنه لقرار الانسحاب من غزة، وهو أن القطاع"بعيد عن قلوب الإسرائيليين"، وأن التنازل عنه هو الأرخص. ويزيد أنه لو نجح"الشعب اليهودي"في ارسال مليون مستوطن الى القطاع والضفة الغربية"وليس فقط ربع مليون"لاختلفت الصورة، إذ أن المعادلة الواضحة اليوم التي قبل بها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والحالي جورج بوش تقوم على أن"الحقائق على الأرض هي انعكاس لعدد المستوطنين، وهي العامل المقرر لما يبقى بأيدينا وما سنخسره"، مضيفاً أنه على رغم أن القانون الدولي يرى أن لا فرق بين"غوش قطيف"في غزة ومعاليه ادوميم في القدس، لكن أحداً في إسرائيل، حتى أقطاب اليسار الصهيوني، لا يفكر بإزالة معاليه أدوميم أو غيرها من الكتل الاستيطانية الكبرى في محيط القدس والضفة الغربية باعتبارها"حقائق ناجزة على الأرض".