وافقت الحكومة الاسرائيلية امس على سحب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة واخلاء المستوطنات اليهودية هناك واربع مستوطنات صغيرة اخرى في شمال الضفة الغربية، وذلك في خطوة وصفها ساسة ومعلقون اسرائيليون بأنها"قرار تاريخي"ينهي، للمرة الاولى منذ اكثر من 37 عاماً، الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء من الاراضي الفلسطينية. راجع ص 7 وفيما احتفت اسرائيل أمس بعودة السفير الأردني معروف البخيت الى تل أبيب بعد غياب دام 51 شهراً، سمحت بعودة 16 فلسطينياً الى ديارهم في الضفة الغربية بعد ان كانت قد ابعدتهم منها الى قطاع غزة قبل نحو عامين. ومساء امس سفيراً جديداً لها في تل ابيب خلفا للسفير محمد بسيوني الذي سحبته في تشرين الثاني نوفمبر 2000. وحرص رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على ان يرفق قرار حكومته الموافقة على الانسحاب من غزة صوت لصالحه 17 وزيراً مقابل خمسة عارضوه بقرار تاريخي آخر ليس أقل أهمية تمثل بترسيم فعلي لحدود الدولة العبرية مع الدولة الفلسطينية العتيدة عبر تكريس احتلالها لأكثر من 7 في المئة من أراضي الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين بضمها والكتل الاستيطانية الكبرى المقامة عليها داخل الجدار الفاصل الذي تواصل بناءه. ووقع شارون امر الانسحاب بعد موافقة غالبية وزرائه على خطته ل"فك الارتباط". واصدرت الحكومة الاسرائيلية بياناً رسمياً امس تؤكد فيها تبنيها المسار المعدل للجدار الفاصل والذي يشمل الكتل الاستيطانية الكبرى في"غوش عتصيون"و"معاليه ادوميم". وردّت السلطة الفلسطينية بأن مواصلة بناء الجدار العازل في الضفة الغربية تقوض الجهود المبذولة لاحياء عملية السلام وسيقتطع الجدار الذي دانته محكمة العدل الدولية وطالبت بإزالته كيلومترات عدة في عمق اراضي الضفة الغربيةالمحتلة لتدخل فيه"غوش عتصيون"الواقعة جنوبيالقدس لكنه سيسير بمحاذاة حدود 1967 في معظم اجزائه الباقية بدءاً من جنوب مدينة الخليل. وقال وزير الدفاع شاؤول موفاز ان عملية إخلاء مستوطنات القطاع 21 مستوطنة ستستغرق سبعة أسابيع فيما يحتاج إخلاء المستوطنات الأربع النائية شمال الضفة الغربية الى اسبوع آخر، وتفكيك المنشآت والبنى التحتية الى اسبوعين اضافيين. وقضى قرار الحكومة بأن يتم الانسحاب على أربع مراحل على أن يتم التصويت في الحكومة لاحقاً على كل مرحلة. وتوقعت صحف عبرية امس ان يتم الافراج اليوم عن 500 أسير فلسطيني بعدما نظرت المحكمة الاسرائيلية العليا في طلب"منظمة متضرري الارهاب"الاسرائيلية عدم اطلاق 181 أسيراً شملتهم اللائحة الاسرائيلية بداعي انهم لم يقضوا ثلثي محكومياتهم. وافادت مصادر متطابقة امس ان الاسرائيليين والفلسطينيين سيتوصلون قريباً الى اتفاق حول تسليم الجيش الاسرائيلي السيطرة على طولكرم شمال الضفة الغربية الى الشرطة الفلسطينية خلال الايام المقبلة.