can you give me a fork" هذا ما قالته طالبة جامعية محجبة في الجامعة اللبنانية الاميركية، حين طلبت شوكة لتأكل في يوم غذائي نظمته جامعتها غاب عنه اي صنف من اصناف الاطباق العربية. فعلى ما يبدو ان هذه الطالبة وجدت صعوبة في التعبير عن حاجتها باللغة العربية فاستعانت بالاجنبية. تكاد تشعر وللوهلة الاولى، وانت سائر في شوارع بيروت، كأنك مغترب يمر في احد شوارع لندن او باريس. إذ لا تنفك تسمع احاديث المارة بلغات اجنية. حتى اذا ما اخطأ احدهم ولفظ كلمة عربية جاءت بصعوبة كأنه يلدغ. فهل يمكننا القول إنّ اللغة العربية اصبحت مهددة بالانقراض؟ تعتبر مايا 25 عاماً، بائعة ثياب أنّ"اللغة العربية ثقيلة جداً ولا تحمل قدرات تعبيرية مثل اللغات الاجنبية كالانكليزية أو الفرنسية". وتدعمها دانا 21 عاماً مجازة في الاقتصاد بعدما وجدت صعوبة في التحدث بالعربية:"افضل اللغة الاجنبية. سبل التعبير فيها اسهل وأجمل من العربية". واذا كانت مايا وجدت في"ثقل"اللغة العربية سبباً وجيهاً لاستخدامها اللغة الاجنبية، الا ان اسباب طغيان هذه الاخيرة على العربية تتنوع وتختلف. فالأهل مثلاً يشكِّلون سبباً رئيساً يجبر الاولاد على التحدث باللغة الاجنبية بحجة تقوية ثقافتهم اللغوية."اهلي هم السبب في اعتيادي على تكلّم الانكليزية، فهم لا يتحدثون معنا ابداً اللغة العربية"، تقول سابين 22عاماً، طالبة اعلام. قد يلعب عامل آخر دوراً في تفضيل جيل اليوم اللغة الاجنبية ويكمن في فقدان اكثرية الشبان للانتماء الوطني ما يعزز تفضيلهم للغة الاجنبية، تحت شعارات العصرنة. ويجد جاد 18 عاماً، طالب ثانوي بعدما حاول جاهداً تركيب جملته، مستعيناً بصديقه:"لا يعنيني كثيراً ان اتكلم اللغة العربية ولا اجد خطأ في التحدث بالفرنسية، فالتحدث بالعربية لا يزيد على وطنيتي شيئاً". واضافة الى نسيان اللغة العربية أثناء التحدث، راحت المحال تتنافس في ما بينها على اختيار الاسم الاجنبي الاكثر جمالاً و"هضامة"أي"كول" Coolعلى حد تعبير ريم 22عاماً، طالبة ديكور :"اظن أنّ الاسم الاجنبي للمحل هو اسلس من اللغة العربية ويجذب زبائن اكثر". لا يقتصر الامر على محال الثياب والاحذية والصيدليات والمجوهرات وغيرها، بل يطال باعة السمانة والبقالة الذين يبحثون عن اسم اجنبي لمحالهم. وان تعثر عليهم الامر، كتبوا الاسم العربي باللغة الاجنبية. ابو سعيد 62 عاماً صاحب محل سمانة ما كان ليغيّر لغة كتابة اسم محلّه لولا الحاح ابنه الصغير 20 عاماً عليه ليصبح اكثر موضة وجمالاً:" كان اسم الدكان،"سمانة ابو سعيد"، فجاء ابني وحولها الىMini Market Abou Said . لا اخفي انني تضايقت من الامر ورفضته في البداية، الا ان ابني كان مصرّاً، معتبراً ان الاسم الاجنبي الجديد للدكان سيجلب زبائن اكثر". في المحصلة، يبدو ان اللغة العربية دخلت في خندق الصراع مع الوجود. ويقول باتريك 23 عاماً، عامل مقهى:"لا اظن ان احداً ما زال يستخدم اللغة العربية، ربما اهل القرى فقط". فهل يصبح باتريك على حق؟