انجاب الأطفال عند المرأة هو اغلى ما عندها، وعدم القدرة على انجاب الذرية يعتبر طعنة لها ولأنوثتها، لا بل هو المأساة بأم عينها. وبينت الإحصاءات العالمية ان العقم يعد من اهم الأسباب المؤدية للطلاق في العالم. ان العقم عند المرأة قد ينتج عن الأسباب التالية: * آفات في بوقي الرحم، وهذه تعتبر مسؤولة عن حالات كثيرة من العقم. وتنتج هذه الآفات إثر الإصابة بالتهابات تناسلية او نتيجة حدوث الحمل خارج الرحم او إثر الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية او بعد الجراحات على البطن، ان كل هذه العوامل يمكن ان تعمل في شكل او في آخر، على خلق عواقب وعوائق تحول دون لقاء الحيوان المنوي النطفة مع البويضة، لكي يتم الإلقاح. * اضطراب في مفرزات عنق الرحم، وهذه مسؤولة عن اكثر من عشرة في المئة من حوادث العقم عند النسوة. يفرز عنق الرحم في الحالة العادية مادة سائلة لزجة مهمتها تسهيل عبور الحيوانات المنوية الآتية من المهبل باتجاه جوف الرحم. ان شح هذه المفرزات او ندرتها او تعرضها للالتهاب يمكن ان تسهم في الحد من حركة الحيوانات المنوية، عدا هذا، ففي بعض الأحيان قد تعمل مفرزات عنق الرحم على صنع اجسام مضادة موجهة ضد الحيوانات المنوية فتقتلها وتشل حركتها. * داء البطانة الرحمية، وهو داء مسؤول عن نحو 15 في المئة من حالات العقم، يتميز هذا الداء بوجود بطانة الرحم في مواقع غير مكانها الطبيعي، ويكثر حدوث المرض في النساء بين الثلاثين والأربعين من العمر لكنه قد يصيب في كل الأعمار. * غياب الرحم الخلقي او ضموره او نقص تطوره. * التهاب البطانة الرحمية وعنق الرحم. * فشل انتاج البيوض في المبيضين، وهذا يحصل إما بسبب علل طرأت على المبيض ذاته كالأورام والالتهابات والكيسات او قد ينتج عن عومل مركزية دماغية وغدية مثل اضطرابات وظائف مركز ما تحت السرير البصري والاضطرابات النفسية والأورام الدماغية وأورام الغدة النخامية والريجيمات المخسسة القاسية وممارسة الرياضات العنيفة. * فشل المهبل في استضافة الحيوانات المنوية نتيجة وجود مفرزات قيحية شديدة تتجمع فيه او بسبب حموضة المهبل الزائدة. إن كلاً منهما يعمل على قتل الحيوانات المنوية وبالتالي منعها من ممارسة مشوارها المعهود صوب جوف الرحم. * اورام الحوض مثل أورام المبيض والأعضاء المجاورة. * التهابات البريطوان الغشاء المغلف للأحشاء والتهاب الزائدة الدودية. * اضطرابات الوصال الجنسي مثل صعوبة الجماع وآلام الجماع. * استعمال المزلقات الضارة بالحيوانات المنوية. * اخيراً بقي ان نذكر بعض النقاط المهمة حول العقم: 1- ان العقم هو مشكلة تخص الزوجين معاً وليس المرأة وحدها، فحواليپ35 في المئة من حالات العقم تعود للرجال. 2- ان اسباب العقم عند المرأة متعددة ومتنوعة وتشخيصها يتطلب اجراء فحوص كثيرة معقدة ولذلك يجب البحث عن العقم عند الذكر اولاً لأنه اسهل وأبسط، فإذا جاءت التحريات طبيعية فعندها يجرى البحث عن العقم لدى الزوجة. 3- يقال ان هناك عقماً بعد مرور سنة كاملة مكملة من المعاشرة الجنسية المنتظمة، إذ كلما زاد عدد المقاربات الجنسية بين الزوجين كلما زاد الحظ في وقوع الحمل وكلما تباعدت تلك المقاربات كلما تدنت فرص الإخصاب. 4- ان حبوب منع الحمل لا تسبب العقم حتى ولو اخذت لفترة طويلة، إن كل ما تفعله الحبوب هي انها قد تؤخر وقوع الإباضة لشهر او شهرين او ثلاثة اشهر على الأكثر وبعدها تعود الإباضة الى سابق عهدها. 5- ان حظوظ المرأة في الحمل تكون عالية في فلك الپ25 سنة من العمر لتنحدر بعد ذلك رويداً رويداً إلا انها تقل بوضوح بعد سن الخامسة والثلاثين.