يعاني الرجال والنساء من آلام مختلفة، لكن الشعور بالألم تختلف حدته بين الجنسين. فقد أفادت دراسة أجراها باحثون من كلية طب جامعة ستانفورد الأميركية على أكثر من 72 ألف مريض بالغ، بأن الآلام التي تعانيها النساء هي أكثر حدة من تلك التي يشعر بها الرجال، وأن درجة الألم عند غالبية النساء تقترب من السقف الأعلى على مقياس يترواح من واحد إلى عشرة. وتعتبر آلام أسفل البطن من أكثر الآلام التي تشكو منها المرأة خلال المراحل المختلفة من حياتها. وقد يعكس بعضها مشكلة ساخنة تشير إلى مرض طارئ يحتاج الى التدبير العاجل لأن أي تأخير على هذه الصعيد قد يكلف المرأة حياتها. أما مسببات آلام أسفل البطن عند المرأة فهي كثيرة، ومن أهمها: - الإباضة المؤلمة. إن 80 في المئة من النساء في سن النشاط التناسلي يعانين من آلام في أسفل البطن في منتصف الدورة الشهرية نتيجة خروج البويضة من مقرها في المبيض، وتتركز هذه الآلام في الجانب الأيمن أو الأيسر من البطن، تبعاً لموقع الإباضة، وفي شكل عام تكون تلك الآلام متوسطة الشدة، لكن في بعض الحالات قد تكون عنيفة لا تحتمل. وتستمر آلام أسفل البطن من ساعات عدة إلى يومين أو ثلاثة أيام، وقد يتزامن حدوثها مع خروج قليل من السوائل المضرجة بالدم. - متلازمة ما قبل الحيض، وهي تشمل سلسلة طويلة من العوارض الجسمانية والنفسية التي تشكو منها المرأة قبل أيام من موعد الحيض (نزول الدم) لكنها ترحل بمجرد نزوله أو بعد انتهائه. وتترافق آلام أسفل البطن في المتلازمة مع شكاوى أخرى أشهرها الصداع، والقلق، والعصبية، وتقلب المزاج، والغثيان، وتوتر الثديين، والأرق، وقلة الشهية على الطعام أو على العكس زيادة الشهية. - آلام الحيض، عندما يحين موعد نزول دم الدورة الشهرية تنقبض عضلات الرحم ويتسع عنقه من أجل طرد الدم إلى الخارج، ما يتسبب في معاناة المرأة من آلام في أسفل البطن، وهذه الآلام شائعة الحدوث لدى الفتيات مع بدايات نزول الدورة، لكنها لا تلبث أن تضمحل تدريجياً مع تواتر الحمل والولادة. - كيسات المبيض، وتكون هذه إما كيسات وظيفية وإما كيسات مرضية، وتنتج آلام أسفل البطن عن هذه الأكياس إما بسبب كبر حجمها وإما نتيجة انفجارها وإما إثر انقطاع التروية الدموية عنها. وتحدث الكيسات الوظيفية نتيجة التبدلات التي تحصل في المبيض في كل شهر، وهي تتظاهر بعوارض شتى، إلى جانب آلام أسفل البطن، مثل الشعور بعدم الراحة، واضطرابات على صعيد الدورة، وكثرة التبول، وصعوبة الحمل. - الحمل خارج الرحم. يطلق المبيض في كل دورة شهرية بويضة تلتقي مع النطفة في قناة الرحم (البوق) مشكّلة ما يعرف بالبويضة الملقحة التي لا تلبث أن تسافر لتعشعش في الرحم لإكمال مشوارها وتشكيل الجنين الذي ينمو على مدى تسعة أشهر. لكن لسبب ما تبقى البويضة الملقحة عالقة في أروقة قناة الرحم لتعطي ما يعرف بالحمل بالهاجر أو الحمل خارج الرحم. ويحصل الحمل خارج الرحم من دون ضجة وغالباً ما يماط اللثام عنه على مشارف الأسبوع الثامن من الحمل. ويتظاهر الحمل الهاجر بالعوارض ذاتها التي تشاهد في الحمل الطبيعي، إلا أن آلام أسفل البطن في الحمل الهاجر تكون أقسى وتزيد مع اشتداد الحركة وعند فحص البطن وأثناء الممارسة الجنسية، وتترافق مع مظاهر أخرى، كالنزيف التناسلي، والتقيؤ، والتعب الشديد، وهبوط ضغط الدم. والحمل خارج الرحم حالة طارئة تحتاج إلى إنهاء الحمل إسعافياً من أجل انقاذ حياة المريضة. - أمراض الرحم، مثل أورام الرحم والخراجات الرحمية وهبوط الرحم وقرحة عنق الرحم، فكل هذه قد يترافق ظهورها مع آلام في أسفل البطن، إضافة إلى عوارض أخرى، مثل تأخر الحمل والعقم والنزف التناسلي والضائعات المهبلية وألم في أسفل الظهر وربما عوارض بولية ومعوية. - داء البطانة الرحمية، وهو حالة طبية تنجم عن نمو خلايا بطانة الرحم في أماكن أخرى خارج تجويف الرحم، مثل الغشاء البريتواني، والمبيضين، وقناتي فالوب، والمثانة البولية، والأمعاء. ويسفر الداء عن عوارض كثيرة مثل آلام أسفل البطن والظهر، والنزف المهبلي الغزير، وأوجاع شديدة أثناء الجماع، إضافة إلى مضاعفات، كفقر الدم والغثيان والتقيؤ والإمساك الشديد وتأخر الإنجاب أو العقم. - التهاب المثانة البولية، وهو مرض شائع جداً بين النساء بسبب قصر مجرى البول وقرب فوهته من فتحة الشرج والمهبل ما يساعد على انتقال العدوى بالميكروبات بسهولة إلى المثانة. ويشجع تناول المضادات الحيوية والمبالغة في استعمال المطهرات الموضعية والداء السكري وأمراض المثانة الأخرى وقلة تناول الماء والسوائل وغيرها على سهولة حصول التهاب المثانة البولية الذي يفصح عن نفسه بعوارض معينة، مثل الإلحاح البولي، وكثرة التبول، والرائحة النفاذة والكريهة للبول، والحرقة البولية، وربما ظهور الدم في البول. - أمراض أخرى في الحوض ودوالي الحوض والتهابات الزائدة الدودية والالتصاقات التي تلي العمليات الجراحية على الحوض ومرض القولون العصبي. إن آلام أسفل البطن عند النساء قد تكون عابرة وهي ليست خطيرة في معظم الحالات، إلا أنها في حالات أخرى قد تعكس وجود مسرحية ساخنة لا مفر أمامها من مراجعة الطبيب أو التوجه الى طوارئ المستشفى على وجه السرعة، خصوصاً عندما تكون الآلام شديدة لا تعرف السكينة وتترافق مع عوارض أخرى، مثل الإسهال المتواصل، والحمى، والشعور بقساوة في البطن، وزيادة الآلام عند السعال والحركة والضغط على البطن، وظهور الدم في البول، والإغماء. [email protected]