بعد لقاءاته في بغداد مع مختلف الأطراف السياسية خصوصاً الزعماء الشيعة وفي مقدمهم آية الله علي السيستاني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وزعيم"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"عبدالعزيز الحكيم، انتقل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى كردستان لتكريس الاعتراف العربي ب"العراق الجديد"من داخل البرلمان الكردي، مستمعاً في"هذه اللحظة التاريخية الى النشيدين العراقي والكردستاني". وحصل موسى على تأييد الأكراد للمبادرة العربية"من دون شروط سوى مراعاة الخصوصية العراقية"، بحسب ما أكد الرئيس جلال طالباني. وفيما كان موسى يسعى الى طمأنة الجميع الى ان الموقف العربي من الواقع الجديد ايجابي، ويسعى الى اقناع بعض الأطراف ب"مؤتمر للمصالحة"يحضره ممثلون عن المقاومة وبعثيون، ومدد مهمته لتحقيق هذا الهدف، استمرت أعمال العنف فقتل 20 عراقياً بينهم ضابطان في الشرطة ورجل دين من التيار الصدري، وأسفرت اربعة تفجيرات عن وقف ضخ النفط من كركوك الى تركيا، واقترب عدد الجنود الاميركيين القتلى من ألفي قتيل. من جهة أخرى، أعلن مصدر في المحكمة العراقية الخاصة ان فريق المحققين استمع امس الى إفادة شاهد الإثبات وضاح الشيخ خليل المصاب بالسرطان ويقبع في السجن، خوفاً من الموت قبيل ان يدلي بشهادته في إطار محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين. في اربيل، اشاد موسى أمس خلال زيارته اقليم كردستان ب"العراق الجديد"مؤكدا ان"عهدا انتهى وراح"في اشارة الى النظام السابق. وقال في كلمة القاها امام برلمان الاقليم ان"عراقاً جديداً سوف نصل اليه في نهاية المطاف"، مؤكدا ان"عهداً انتهى وراح وهناك عصر جديد يتهيأ له العراق". وتابع ان"جلوسي على هذه المنصة يمثل لحظة تاريخية ... فقد سررت كثيرا لدى سماعي لحظة وصولي السلام النشيد الوطني العراقي والكردي". واضاف ان"هذه اشارة مهمة الى الشكل الجديد للعراق الجديد، من كردستان ومن العراق الى العالم العربي"معربا عن"امل كبير في ان ينتقل العراق الى واقع مستقر يقوم على السلام والوئام والاخوة بين كل ابنائه واطيافه والوانه". واكد موسى السعي الى ان"يقوم العراق الجديد على ثقافة الاخوة الواحدة والانتماء الى امة نرجو ان تكون وسوف نعمل على ان تكون جزءا من المستقبل في هذا العالم الجديد المختلف". واعتبر ان"اقليم كردستان جزء مهم من الوطن العربي والشرق الاوسط"مشيراً الى"وجود صلة تربط بين الشعبين الكردي والعربي من خلال ثقافتين متداخلتين في العراق". وقال موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان عدنان المفتي ان"الصيغة التي وردت في الدستور توافقية لا تنفي ابداً الصفة العربية العامة للعراق". ومن جهته، قال المفتي"سيكون لهذه الزيارة وقع كبير في الشارع الكردستاني"موضحا ان"لدى الجامعة العربية القدرة والقوة الكافيتين لممارسة دور اكبر لمساعدة الشعب العراقي"للخروج من محنته. ونفى المفتي اي شروط كردية للمشاركة في"مؤتمر الوفاق الوطني"في القاهرة منتصف الشهر المقبل باشراف الجامعة العربية قائلا ان"القيادات الكردية لم تطرح اي شروط امام الامين العام". واضاف"ندعم مبادرة الجامعة والجانب الكردي مهتم لإنجاح التجربة الديمقراطية في العراق ويجب ان نتحاور مع كل القوى المؤمنة بالعراق الديمقراطي الاتحادي الذي يؤمن بالتعايش بين جميع مكوناته. هذا هو الشرط الوحيد". الى ذلك، اعلن طالباني تأييده المبادرة العربية التي يضطلع بها موسى، مشيرا الى"ضرورة مراعاة الخصوصية العراقية". وقال طالباني في ختام لقائه معه في السليمانية"أُعلن تأييدي الكامل لآرائه وافكاره لانها تصب في خدمة العراق وعلاقاته مع محيطه العربي ... مع تأكيد ضرورة مراعاة الخصوصية العراقية". واضاف ان زيارة موسى تأتي"في وقتها المناسب، فالجامعة العربية هي افضل من يستطيع ان يلعب دوراً في العراق واعتقد بأن المبادرة تقدم خدمة كبيرة للبلاد". ومن جهته، قال موسى"كلنا نتطلع الى قيام العراق الجديد كجزء من العالم العربي بخصوصياته التي نص عليها الدستور"مضيفا ان احمد بن حلي الامين العام المساعد للشؤون السياسية"سيعود الى العراق قريبا لتسريع تنفيذ المبادرة العربية". أمنياً، أعلنت الشرطة ان ثلاث سيارات ملغومة على الاقل وعدداً من القنابل انفجرت مستهدفة قوات أميركية وعراقية في بغدادوكركوك أمس"ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً واصابة العشرات وتعطيل صادرات نفط الشمال الى تركيا". وحذر القادة العسكريون الاميركيون من وقوع مزيد من الهجمات قبل انتخابات 15 كانون الاول ديسمبر. وتقترب حصيلة القتلى الاميركيين في العراق من الفي قتيل، ما يلفت الأنظار الى الوضع الأمني بعد عامين ونصف العام من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. وبلغ عددهم 1996 عصر أمس.