يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اليوم الى المملكة العربية السعودية في زيارة سياسية، هي الاولى لمسؤول لبناني بعد تشكيل الحكومة الاخيرة. ومن المقرر ان يطلع المسؤولين السعوديين وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على التطورات التي يشهدها لبنان منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأكد السنيورة الىپ"الحياة":"ان من الطبيعي الاشارة الى التقرير المرتقب لرئيس لجنة التحقيق الدولية في الجريمة ديتليف ميليس". وحرص الرئيس السنيورة على تأكيد"العلاقات المميزة التي تربط بين لبنان وسورية والتي لا تحتاج الى وساطة"، وذلك في معرض رده على سؤال لپ"الحياة"عما اذا كانت هناك وساطة سعودية بين البلدين، لكنه قال:"بين لبنان وسورية علاقات مميزة وبين لبنان والسعودية علاقات مميزة وبالتالي يجري دائماً التداول والتشاور بكل ما له علاقة بين البلدان العربية، يعني العلاقة مع مصر نحكي فيها مع كل الاخوان والعلاقة مع سورية نحكي فيها مع اشقائنا، والعلاقة مع السعودية نحكي فيها مع كل اشقائنا ايضاً، وبالتالي نحن نتشاور ونحن جزء من أمة واحدة وبالتالي ما يسري على كل دولة يسري على العلاقة مع الآخرين، التشاور طبيعي في عمق العلاقة ولا مشكلة بين دولة ودولة". ونوه السنيورة بالعلاقة المميزة"التي توليها المملكة للبنان عبر التاريخ ومنذ ايام الملك عبدالعزيز"، وقال:"كانت هناك دائماً رعاية خاصة للبنان توثقت كثيراً في السنوات الماضية وكان للرئيس الشهيد رفيق الحريري إسهام كبير في تعزيزها، وتتجلى هذه العلاقة برغبة المملكة وجلالة الملك بكل المراحل في إيلاء لبنان الدعم فكان الدور المهم الذي لعبته في صوغ اتفاق الطائف والتوصل اليه، وفي اشراك اللبنانيين في مسيرة المملكة الاعمارية ما فتح آفاقاً جديدة للبنان للإفادة من هذه العلاقة الاستثنائية". وأشاد بالرعاية التي يوليها الملك عبدالله للعلاقة مع لبنان"وهو كانت له اسهامات اساسية في انجاح مؤتمر"باريس -2"وتحفيز الآخرين على المشاركة فيه، ولعبت المملكة دوراً مهماً مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في التوصل الى اتفاق في شأنه، وسياسة الدعم هذه للبنان لمسناها اخيراً خلال الزيارة التي كانت لنا الى المملكة للتعزية بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ولمسنا من الملك عبدالله ذلك الترحيب الخاص والحرارة للبنان، وأنا على ثقة كاملة وكذلك اللبنانيون بأن المملكة بأياديها البيض ورغبتها في تعزيز الاوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان ستظل ملتزمة بما سار عليه جميع المسؤولين في المملكة في دعم الاستقرار والنمو ومشاريع التنمية في لبنان". وشدد السنيورة على ان هدف زيارته الى المملكة لا يشمل الحصول على وديعة مالية للبنان"انما هي لتأكيد العلاقات بين الدولتين والسعي الى تعزيزها واطلاع الملك عبدالله على التطورات في لبنان وسياسة الحكومة فيه وما تقوم به من عمليات اصلاح وجهد لتخطي العقبات التي طرأت ومعالجة المواضيع السياسية التي يواجهها لبنان بما في ذلك القرارات الدولية". وأشار الى مبادرة السلام التي كان اطلقها الملك عبدالله في قمة بيروت العربية. واكد انها"لا تزال تشكل النقطة الاساس في المرحلة المقبلة لايجاد حل عملي وجيد للصراع العربي - الاسرائيلي. ولبنان كان دائماً مؤيداً لهذه المبادرة ونعتقد بأن هناك ضرورة للاستمرار في تبنيها والتمسك بها بما يحقق نتائج ايجابية". وحرص السنيورة على التطلع الى تقرير ميليس من زاوية"ان اللبنانيين اصحاب قضية في التوصل الى معرفة الحقيقة". وقال:"ليس الموضوع اذا كنت مطمئناً الى ان الحقيقة ستظهر في التقرير ولا اذا كنت متفائلاً او غير متفائل، علينا ان نتابع هذا الامر توصلاً الى معرفة الحقيقة وان يساق الذين ارتكبوا الجريمة النكراء الى العدالة، وأعتقد بأن هناك محاولات عدة تبذل وأطرافاً لديهم مصلحة بداية بأن يثيروا الشكوك حول السيد ميليس وتقريره، نحن لا نرى داعياً لإثارة الشكوك ولننتظر التقرير وأعتقد بأن لا شيء يقف امام ارادة اللبنانيين مهما كان. هناك ارادة جامعة عبروا عنها بشكل تاريخي في 14 آذار". وأضاف:"هناك سعي لإظهار ان معرفة الحقيقة ستؤدي الى خراب البلد. وأنا أقول ان الحقيقة ستخرب على الذين ارتكبوا الجريمة، لكنها ستكون مدماكاً اضافية يؤدي الى تعزيز الاستقرار وستعطي درساً لمنع أي كان من ان يرتكب مثل هذه الجريمة". وأكد انه لا يملك معلومات عن تقرير ميليس"فأنا لا أتدخل من موقعي في التحقيق ومجرياته، هذا من صلاحية ميليس وعندما يصدر التقرير لكل حادث حديث". وكان الرئيس السنيورة التقى امس رئيس الجمهورية اميل لحود. وأشار الى انه بحث مع لحود في موضوع التعيينات"وسنتابعه بالطريقة المناسبة". وذكر ان لحود لم يوقع بعد مرسوم التشكيلات المتعلقة بقوى الامن الداخلي"ولا نزال نتداوله". ونفى لپ"الحياة"ان يكون بحث مع لحود في تشكيلة الوفد الرسمي الى الاممالمتحدة والذي اكد ان لحود سيترأسه لإلقاء كلمة لبنان هناك. وحين عاد السنيورة الى السرايا عقد اجتماعاً مع وزير الداخلية حسن السبع والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي. وذكرت معلومات رسمية ان السنيورة وقع مرسوم تشكيلات قوى الامن بعد عودته من بعبدا وأرسله الى القصر. ويتضمن التعيينات الآتية: العميد سمير قهوجي قائداً للدرك والعميد جوزف الحجل رئيساً للأركان والعميد روبير جبور قائداً للقوى السيّارة والعميد انطوان شكور قائداً لوحدات الخدمات الاجتماعية والعميد محمد قاسم رئيساً للادارة المركزية والعميد عدنان اللقيس قائداً لجهاز أمن السفارات.