أطلق التقرير الذي أعده رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، القاضي الألماني ديتليف ميليس، دورة واسعة من المشاورات شملت القوى الأساسية في الغالبية النيابية تيار المستقبل واللقاء الديموقراطي النيابي والثنائية الشيعية المتمثلة بپ"حزب الله"وحركة"أمل"في محاولة للتوافق على قراءة سياسية واحدة لمرحلة ما بعد صدور التقرير والخطوات الواجب اتباعها لمواكبة مواصلة التحقيق في الجريمة اضافة الى كيفية التعاطي مع تداعياتها السياسية على الساحة اللبنانية بدءاً بالموقف من رئيس الجمهورية اميل لحود. وجاءت هذه المشاورات في موازاة تحرك رئيس الحكومة فؤاد السنيورة باتجاه"حزب الله"الذي التقى ليل أول من أمس أمينه العام السيد حسن نصر الله، كما أجرى أمس اتصالاً برئيس كتلة"الاصلاح والتغيير"النيابية العماد ميشال عون. وتزامن تحرك السنيورة مع اتصالات قام بها رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري مع عون وقائد"القوات اللبنانية"سمير جعجع وأطراف في"لقاء قرنة شهوان"سابقاً. وكان لافتاً اضافة الى لقاء السنيورة نصر الله، حجم المشاورات المفتوحة بين الثنائية الشيعية والقوى الحليفة لها في الغالبية النيابية لتوحيد الموقف من تقرير ميليس، اضافة الى التشاور في تشكيل محكمة دولية خاصة واحتمال التمديد للجنة التحقيق في حال لم تتمكن من انجاز مهمتها في الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر المقبل. وأكدت مصادر وزارية أن تشكيل محكمة دولية كان مدار بحث بين السنيورة ونصر الله والنائب في حركة"أمل"علي حسن خليل الذي زار أمس جنبلاط في المختارة. ولفتت الى ضرورة"تذخير"الاتصالات بين الثنائية الشيعية والحريري من أجل التوصل الى ارضية مشتركة لمواجهة تداعيات تقرير ميليس بموقف اسلامي موحد يحضن الموقف اللبناني. وأكدت المصادر أن"أمل"والحزب لا يزالان يتدارسان الموقف من تقرير ميليس لبلورة موقف يتقاطع ايجاباً مع موقف كتلة المستقبل واللقاء النيابي الديموقراطي. وأوضحت أن هذه النقطة بالذات كانت الأساس في الحوار الذي دار بين السنيورة والسيد نصر الله، مشيرة الى انهما لم يتطرقا الى الشأن الفلسطيني لجهة مسألة السلاح باعتبار ان التفاهم حيالها كان حسم سابقاً وان لا داعي للعودة الى مناقشتها. وأشارت أيضاً الى ان النقاش المفتوح بين السنيورة والسيد نصر الله انتهى الى التفاهم على ضرورة التنسيق حول القضايا السياسية المطروحة أو الطارئة. ورأت أن المآخذ التي كان أثارها الأمين العام لپ"حزب الله"حول غياب التشاور في الشأن السياسي، أصبحت من الماضي. وكشفت أن السيد نصر الله نوه بالموقف الذي أعلنه أخيراً النائب سعد الحريري في خلال زيارته للقاهرة، مبدياً ارتياحه الى كل ما صدر عنه وخصوصاً انه أطلق كلامه من أعلى منبر عربي مقر جامعة الدول العربية، وأكد فيه التزامه بدعم المقاومة وتأييدها وعدم السماح لأي جهة باستغلال تقرير ميليس لاستهداف سورية أو التفريط بالعلاقة السورية ? اللبنانية. واعتبرت المصادر ان مجرد اللقاء بين السنيورة ونصر الله كان مدخلاً للتأكيد على ضرورة التخفيف عن البلد الارتدادات السياسية من جراء التطورات المستجدة في المنطقة وعدم السماح بترك الساحة المحلية أسيرة لهذه الارتدادات. وأكدت المصادر أن الجميع يصر على جلاء الحقيقة.