سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غالبية كبيرة في البرلمان انتخبتها خلفاً لشرودر... وبوادر معارضة لها داخل الائتلاف الحكومي . المانيا في عهدة مركل ... أول "مستشارة" و "شرقية" وأصغر من تولى المنصب سناً
دخل انتخاب رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي آنغيلا مركل مستشارة لالمانيا التاريخ السياسي للبلاد، اذ اصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب، اضافة الى كونها أول سياسي من شرق المانيا يتولاه، بعد 15 سنة من الوحدة، وأصغر من يتولاه سناً. ومركل التي تبلغ من العمر 51 عاماً، هي الشخص الثامن في تاريخ المانيا الحديث الذي يتبوأ هذا المنصب الرفيع من كونراد اديناور الى غيرهارد شرودر. وللمقارنة توجد حالياً ثماني دول في العالم تتبوأ فيها النساء رئاسة الدولة أو رئاسة الحكومة، ستكون مركل الاقوى بينهن على رأس دولة صناعية متطورة تحتل المرتبة الثالثة في العالم اقتصادياً. وجرى انتخاب الزعيمة الديموقراطية المسيحية من جانب نواب البرلمان بغالبية 397 من اصل 611، لكن النتيجة جاءت أقل من المتوقع لأن عدد نواب الحكومة الائتلافية من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي يبلغ 448 نائباً. وصوت ضدها 202 نائب وامتنع 12 نائباً آخرين عن التصويت وتم الغاء ورقة واحدة. ورأى مراقبون ان تصويت 50 نائباً من الغالبية الحكومية ضد مركل، دليل على وجود معارضة قوية للمستشارة الجديدة من الداخل، على رغم ان قادة الحزبين الكبيرين قللا من اهمية الامر واعتبرا ان مركل حصلت على نتيجة لم يحصل عليها احد من المستشارين السابقين، ولا حتى كورت كيسينغر مستشار"التحالف الكبير"الاول عام 1961. وكان المستشار غيرهارد شرودر المنتهية ولايته اول المهنئين بعد اعلان رئيس البرلمان نوربرت لامر نتيجة التصويت. وانهى شرودر حياته السياسية امس معلناً انه سيستقيل اليوم الاربعاء من عضويته في البرلمان ويتفرغ لمهنة المحاماة وكتابة مذكراته. وبعد اعلان النتيجة توجهت مركل الى مقر رئيس الدولة هورست كولر الذي سبق ورشحها للمنصب بحسب ما ينص الدستور، وتسلمت منه شهادة تعيينها لتعود الى مبنى البرلمان حيث أدت أمام النواب القسم التالي:"اقسم بأن أكرس قواي لمصلحة الشعب الالماني وأزيد نفعه وابعد الاضرار عنه وأحافظ على الدستور وقوانين الاتحاد وأدافع عنها وأقوم بواجباتي بعناية وأمارس العدالة ازاء كل فرد، وليساعدني الله في ذلك". ولم تدل مركل خلال ذلك بأي تصريح واكتفت بترديد جملتها الشهيرة"اشعر بحال جيدة"والتي تعكس تحفظاً شديداً في الاعراب عن مشاعرها الداخلية. واختلت بعد انتخابها ظهراً بأفراد عائلتها واكثر المقربين اليها لفترة من الوقت وتناولت طعام الغداء معهم بعيداً من أعين المصورين. ترحيب واضافة الى قادة الاحزاب السياسية الحكومية والمعارضة الذين تمنوا للمستشارة الجديدة النجاح في عملها، وجه ممثلو الكنيستين البروتستانية والكاثوليكية ذات الدعاء لها علماً انها ابنة كاهن بروتستانتي. وهنأها ايضاً رؤساء الهيئات الاقتصادية الذين حضوها على توسيع النهج الاصلاحي لافتين الى المهمات الكثيرة التي تنتظرها. وفي الوقت الذي تستعد مركل للقيام بزيارة تقليدية لفرنسا اليوم الاربعاء، للتأكيد على عرى الصداقة والعلاقات الالمانية - الفرنسية المميزة وتتبعها بزيارة الى بروكسيل حيث مقر الاتحاد الاوروبي، يستعد وزير خارجيتها الاشتراكي الديموقراطي فرانك فالتر شتاينماير الذي سيرافقها، لبدء جولة خارجية قريباً تشمل الولاياتالمتحدة التي ستزورها مركل لاحقاً، اضافة الى هولندا وايطاليا واسبانيا. وأكد شتايمناير ان سياسة المانيا الخارجية ستمتاز بالاستمرارية من دون ادخال تعديلات كبيرة على نهج حكومة شرودر ووزير خارجيته"الاخضر"يوشكا فيشر. وكان لافتاً اسراع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ارسال برقية تهنئة الى مركل، متمنياً تعميق علاقات البلدين الاستراتيجية. "لحظة خاصة"في فيينا وفي فيينا د ب أ، ذكر المستشار النمسوي وولفغانغ شوسيل إن انتخاب مركل مستشارة لالمانيا، يمثل"لحظة خاصة". وقال شوسيل بعد الاجتماع المعتاد للحكومة النمسوية إن هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها منصب المستشارية امرأة وشخص من شرق ألمانيا لم يعش دائماً في ظل الحرية ويعتبرها من المسلمات. وأضاف شوسيل الذي ينتمي لحزب الشعب المحافظ أن"الائتلاف الموسع"المقبل الذي يضم تحالف الحزبين المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي، سيكون فرصة لتوفير قوة دفع للسياسة والاقتصاد الالماني. وقال إن سبع سنوات من ائتلاف"الحمر والخضر"الذي يضم الحزبين الاشتراكي الديموقراطي والخضر في ألمانيا، ترك"ندوباً عميقة". وسيكون من الضروري في بداية فترة ولاية الحكومة الجديدة اتخاذ إجراءات ترشيد"مؤلمة". وأعرب عن اقتناعه بأن ألمانيا والنمسا ستتعاونان بإيجابية في المستقبل، مشيراً إلى وجود صلات وثيقة بين المستشارة مركل والنمسا، منذ فترة طويلة.