سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال ان اسرائيل اغتالت واعتقلت 10 من "الكوادر الاساسية التي عملت من اجل تثيبت التهدئة" . استقالة مسؤول ملف "المطاردين" الفلسطينيين : الاغتيالات والاعتقالات الاسرائيلية تنسف الهدنة
قدم مسؤول ملف"المطاردين"من الناشطين الفلسطينيين الذين تلاحقهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي عبد الفتاح حمايل استقالته للرئيس محمود عباس في ضوء تزايد عدد عمليات الاعتقال والاغتيالات ضد الناشطين الذين شملتهم الاتفاقات المبرمة مع اسرائيل وقضت بعدم التعرض لهم وفقاً لتفاهمات"شرم الشيخ"التي اعلن فيها الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني التزامهما"التهدئة ووقف اطلاق النار". ويأتي ذلك في وقت دهمت قوات الاحتلال مخيم نور شمس في مدينة طولكرم واعتقلت عشرة فلسطينيين من بينهم ناشطون في حركتي"الجهاد الاسلامي"و"فتح"وافراد في اجهزة الامن الفلسطينية. وحذر حمايل في تصريح ل"الحياة"من وضع اسرائيل لمسألة التهدئة برمتها في مهب الريح، كاشفاً ان السلطات الاسرائيلية اغتالت واعتقلت عشرة من"الكوادر الاساسية والمهمة التي عملت من اجل تثيبت التهدئة". وأشار الى ان اعتقال الناشط عبد الرحمن شتيوي في رام الله قبل يومين"فجر الامور ولم يعد هناك اي امكانية في الاستمرار في هذا الطريق المسدود". وقال ان شتيوي"التزم بشكل كامل اتفاق التهدئة بل وساعد في ضبط الامور، واعتقاله كما العشرات الآخرين من الفلسطينيين غير مبرر وتجاوز سافر لما تم الاتفاق عليه ويهدف عن قصد مسبق الى تخريب كل ما تم التوصل اليه في اطار الهدنة". وقال ان استقالته"جاءت في محاولة لتنبيه المعنيين بالامر وطنياً واقليمياً ودولياً الى ان اسرائيل بممارساتها وخروقاتها المتزايدة وعدم احترامها الاتفاقات، ستقودنا من جديد الى حال الفوضى". وكان حمايل ترأس على مدى الاشهر الماضية اجتماعات مستفيضة مع المسؤولين الاسرائيليين لمعالجة ملف"المطلوبين"وفق صيغة اتفق عليها بأن تلتزم اسرائيل عدم التعرض لمن وافق من الناشطين على التوقيع على وثيقة تعهد بوقف نشاطاتهم العسكرية ضد اهداف اسرائيلية. ووفقا لحمايل، فان اسرائيل اغتالت خمسة من ابرز"المطاردين"الذين وقعوا على الوثيقة خلال الشهرين الاخيرين فقط واعتقلت خمسة اخرين تعهدت عدم المس بهم خلال الفترة ذاتها. واوضح حمايل:"لا يوجد اي مبرر لهذه الاعتقالات، والتهدئة الفلسطينية اعطت الكثير على الارض، وفي كل مرة نراجع الاسرائيليين في الاعتقالات والاغتيالات يتحدثون عن معلومات سرية. اسرائيل وفي مقابل التهدئة الفلسطينية لم تغير موقفها او منطقها او هجمتها ... وهي تضع التهدئة برمتها في مهب الريح بعدم التزامها ما تعهدته، وتوهم العالم بأنها تنفذه". وقالت مصادر قريبة من حمايل انه قرر الا يكون"شاهد زور"في عملية افرغتها اسرائيل من مضمونها وتواصل تنفيذ خططها لتصفية او اعتقال"المطلوبين"بتغطية من"لجنة معالجة ملف المطاردين". وكانت قمة"شرم الشيخ"الرباعية التي ضمت الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تمخضت عن تشكيل لجان مشتركة اوكلت اليها مهمة اغلاق الملفات المتعلقة بتداعيات الانتفاضة، بما فيها الاسرى والانسحاب العسكري الاسرائيلي من المدن الفلسطينية ووقف مطاردة الناشطين الفلسطينيين. غير ان الجانب الفلسطيني الذي خرج"خاسرا"في هذه القمة، رأى في قضية انهاء ملف"المطاردين"من جانب اسرائيل خطوة مهمة على طريق تثبيت التهدئة التي تم الاتفاق عليها فلسطينياً في"اعلان القاهرة". ويربط الفلسطينيون بين مماطلة اسرائيل في قضية انسحابها من المدن والتجمعات الفلسطينية الكبيرة التي كانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وفقاً لاتفاقات اوسلو قبل 28 ايلول سبتمبر 2000 وبين خطتها للتخلص من اكبر عدد من"المطلوبين"لديها اعتقالاً واغتيالاً.