شهدت مدينة غزة في اعقاب وصول الرئيس محمود عباس ابو مازن اليها قادماً من رام الله، اجتماعات ولقاءات مكثفة توجت مساء بلقائين منفصلين عقدهما مع ممثلين عن"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركة"الجهاد الاسلامي"، في وقت قال مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون امس ان اسرائيل سمحت بعودة 56 فلسطينياً ابعدوا الى قطاع غزة او اوروبا اثناء حملات اسرائيلية في الضفة الغربية، ومن بينهم مسلحون ابعدوا اثناء حصار كنيسة المهد في بيت لحم. وقال وزير المفاوضات صائب عريقات انه تم التوصل الى اتفاق مبدئي مع اسرائيل على ان جميع المبعدين سيعودون الى ديارهم، مضيفاً انه من المتوقع التنفيذ خلال اسبوعين. وقال مسؤول اسرائيلي انه تم التوصل خلال قمة شرم الشيخ على اتفاق يسمح"لهؤلاء الارهابيين بالعودة بشرط ان يتعهدوا التخلي عن العنف وان يكونوا تحت الاشراف المحكم للسلطة الفلسطينية". وعقد"ابو مازن"لقاء مع اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري الموجودين في قطاع غزة ظهر امس لاطلاعهم على"الترتيبات الخاصة بالبيت الفلسطيني"، مشدداً حسب بيان رسمي على ضرورة وقف التجاوزات ضد القانون"مهما كان شكلها ومصدرها"، وأيضاً على اهمية"العمل المؤسساتي الشفاف". واضاف البيان ان عباس"قرر اعادة كافة منتسبي الاجهزة الامنية الى اجهزتهم". وكان"ابو مازن"عقد لقاءات مماثلة مساء اول من امس مع قياديين في"فتح"والسلطة الفلسطينية، فضلا عن اجتماع مع الوفد الامني المصري برئاسة نائب مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء مصطفى البحيري، ومسؤول الملف الفلسطيني اللواء محمد ابراهيم. كما سيلتقي"ابو مازن"اليوم في غزة بقية فصائل المقاومة. واطلع الرئيس الفلسطيني الفصائل التي التقى ممثليها على نتائج قمة شرم الشيخ التي عقدت الثلثاء الماضي في المنتجع المصري بحضور العاهل الاردني الملك عبدالله ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بدعوة من الرئيس حسني مبارك، كما اطلع قيادي الفصائل ايضاً على التفاهمات التي تم الاتفاق عليها مع الجانب الاسرائيلي، خصوصاً تلك المتعلقة بالأسرى والمعتقلين وعودة مبعدي بيت لحم والضفة الغربية من القطاع الى الضفة ومن اوروبا ايضا والانسحاب من خمس مدن في الضفة، تمهيدا للعودة التدريجية الى الوضع الذي كان سائداً قبل 28 ايلول سبتمبر 2000. واستمع الرئيس الى موقف الفصائل من التهدئة السائدة منذ اسبوعين لمنحه فرصة الوصول إلى تفاهمات مع اسرائيل بضمانات اميركية ومصرية في ما يتعلق بشروطها للتهدئة، وفي مقدمها اطلاق الاسرى جميعاً ومن دون أي تمييز. وفي هذا الصدد، قال مسؤول"حماس"في الضفة الغربية الشيخ حسن يوسف:"المفاوض الفلسطيني يجب ألا يفاوض بناء على اجندته الذاتية الخاصة، بل يجب ان يفاوض باسم الشعب الفلسطيني ككل لأن الهم الفلسطيني من المفترض ان يكون بين يديه وان لم يكن كذلك ستكون الطامة الكبرى". واضاف:"المفاوض يجب ان يفاوض عن الكل، عن كل المطاردين وعن كل الاسرى وعن كل حقوق شعبنا الفلسطيني". واستبق الرئيس الفلسطيني الاجتماع مع"فتح"باجتماع مع مبعدي بيت كنيسة المهد في مدينة بيت لحم وبقية مبعدي الضفة الذين ابعدتهم سلطات االاحتلال الاسرائيلي منذ اكثر من عامين ونصف العام الى القطاع، وابلغهم أن قضيتهم على رأس أولوياته كما قضية الاسرى والمطاردين والمطلوبين لاسرائيل، مشددا على ان القيادة الفلسطينية عاقدة العزم على العمل على عودة كل المبعدين الذين ابعدوا الى دول اوروبية عدة وعلى اطلاق الاسرى ايماناً منها بحريتهم وحقهم في حياة كريمة وآمنة. اجتماع مع الوفد الامني المصري وكان الرئيس اجتمع مساء الجمعة - السبت مع الوفد الامني المصري الذي قدم له تقريراً في شأن نتائج عمله في القطاع. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"الطيب عبدالرحيم في اعقاب الاجتماع ان"الوفد قدم للرئيس تقريراً عن الجهود التي تبذلها مصر من أجل اعادة تأهيل أجهزة السلطة الوطنية، وبحث متطلباتها لحفظ المصالح العليا للشعب الفلسطيني". واضاف ان"الوفد سيتوجه الى مدينة رام الله في الضفة لاستكمال مهمته، ثم بعد ذلك نعيد تقويم الامور معاً لما فيه مصلحة القضية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني". ثم اجتمع الوفد الامني المصري في اعقاب لقائه الرئيس مع قياديين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقالت مصادر في الجبهة ان اللقاء ركز على قضية استمرار اعتقال الأمين العام للجبهة احمد سعدات واربعة من كوادر الجبهة في احد سجون السلطة الفلسطينية في مدينة اريحا تحت حراسة اميركية وبريطانية منذ الاول من ايار مايو 2002. واضافت ان الجبهة تطالب باصرار في كل اللقاءات مع الرئيس او وفود اخرى باطلاق سعدات المعتقل منذ 51 كانون الثاني يناير 2002 وأربعة من كوادر الجبهة على خلفية قيام ناشطين من الجبهة باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي اليميني المتطرف رحبعام زئيفي عام 2001 ثأراً لاغتيال أمينها العام السابق"أبو علي مصطفى". وكان مقرراً أن يعقد اجتماع مساء امس بين وزير الامن الفلسطيني السابق محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز. كما كان متوقعا عقد لقاء مساء امس او اليوم بين عريقات ودوف فايسغلاس مستشار شارون بعدما كان الاجتماع ارجئ الخميس بسبب اطلاق صواريخ على مستوطنات جنوب قطاع غزة. السلطة نحو دمج الامن الوقائي بالشرطة إلى ذلك، اصدر عباس قراراً أول من امس عين بموجبه العميد محمود عصفور مسيرا لاعمال الشرطة الفلسطينية خلفاً لمدير الشرطة السابق اللواء صائب العاجز الذي اقاله الخميس الماضي في اعقاب اقتحام سجن في مجمع الأجهزة الأمنية لمدينة غزة"السرايا"وقتل ثلاثة معتقلين جنائيين. وعلمت"الحياة"ان التوجه لدى السلطة الفلسطينية، دمج جهاز الامن الوقائي مع الشرطة واطلاق اسم جهاز الامن الداخلي عليه وخضوعه لامرة وزير الداخلية كواحد من ثلاثة اجهزة امنية تنص خطة"خريطة الطريق"على وجودها بدلاً من 12 جهازاً. اما الجهازان الاخران فهما الامن الوطني والمخابرات العامة.