اعلن الجيش السوداني امس انه نجح في استرداد بلدة من قوات تابعة لاحدى حركتي التمرد الرئيسيتين في اقليم دارفور بغرب البلاد، في وقت اعربت فرنسا عن قلقها الشديد من تدهور الوضع الامني في هذا الاقليم. وقال الناطق باسم الجيش العميد عباس عبدالرحمن خليفة ان القوات الحكومية نجحت في وقت متأخر من الثلثاء من طرد المتمردين في منطقة خزان جديد في ضواحي بلدة شعيرية على بعد نحو 70 كيلومتراً شمال شرقي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي احتلتها قوات"حركة تحرير السودان"في هجوم مفاجئ الاثنين الماضي. وشكل هجوم المتمردين انتهاكاً لاتفاق وقف اطلاق النار تم التوصل اليه في نجامينا. وقال المسؤول السوداني ان المقاتلين الذين استولوا على شعيرية ربما جاؤوا من فصيل منشق عن"حركة تحرير السودان"يحاول تعطيل محادثات سلام تجري في العاصمة النيجيرية ابوجا. واستؤنف القتال بين الحكومة والمتمردين خلال فترة الاعداد للجولة السادسة من محادثات سلام دارفور التي بدأت في ابوجا في 15 الشهر الجاري. وقالت"حركة تحرير السودان"الثلثاء انها كانت ترد على تعديات حكومية على الاراضي التي يسيطر عليها المتمردون. وفي باريس، اعربت فرنسا امس عن"القلق الشديد من تدهور الوضع الامني في دارفور"في غرب السودان، مع الترحيب بتشكيل حكومة وحدة وطنية في السودان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي ان باريس"تطلب بالحاح من كل الاطراف في نزاع دارفور اظهار قدر أكبر من ضبط النفس والاحترام الحرفي لوقف اطلاق النار والتفاوض من دون شروط وبنية حسنة في أبوجا". في المقابل، رحبت فرنسا بتشكيل حكومة وحدة وطنية في السودان، وقال ماتيي"انها مرحلة مهمة على طريق تنفيذ اتفاق السلام الموقع في نيروبي في التاسع من كانون الثاني يناير، والذي وضع حداً لاحدى وعشرين سنة من المعارك في جنوب السودان". ودعت القوى السياسية السودانية، لا سيما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، الى"وضع اتفاق نيروبي موضع التنفيذ بحرفيته".