أكد رئيس "حركة تحرير السودان" عبدالوحيد محمد النور أمس ان حركته "ملتزمة كلياً احترام الهدنة" في دارفور، غرب السودان، في اطار الاتفاق المبرم مع الحكومة، نافياً بذلك تصريحات ادلى بها الناطق باسم الحركة أول من أمس محجوب حسين. وفي غضون ذلك، حملت الاممالمتحدة والولايات المتحدة "حركة تحرير السودان" المسؤولية عن قتال عنيف وقع في الايام الماضية في المنطقة على رغم اتفاقات وقف النار. وقال محمد النور في اتصال هاتفي مع مكتب وكالة "فرانس برس" في القاهرة ان "حركة تحرير السودان"، احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور "ملتزمة كلياً احترام الهدنة وكل الاتفاقات المبرمة منذ اتفاق وقف اطلاق النار، بما فيها اتفاق ابوجا في شأن الوضع الانساني والمسائل الامنية". وبذلك ينفي رئيس الحركة تصريحات ادلى بها الناطق باسمها محجوب حسين الذي اعلن الاربعاء من لندن ان حركته تعتبر وقف اطلاق النار الموقع مع السلطات السودانية السنة الماضية منتهيا وانها حددت لنفسها هدفا جديدا هو اطاحة الحكومة. وكان حسين قال في تصريحاته ان "كل الاتفاقات الموقعة في ابوجا ونجامينا باتت منتهية"، في اشارة الى بروتوكولي اتفاق أمني وانساني وقعا بين الخرطوم والمتمردين في ابوجا في تشرين الثاني نوفمبر الجاري والى اتفاق وقف النار الموقع في العاصمة التشادية. وقدم رئيس الحركة نفيه على انه توضيح موجه الى "الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الافريقي والمنظمات الانسانية العاملة في دارفور". وقال: "نقول للمنظمات الانسانية ان حركة تحرير السودان مستعدة لضمان كل الشروط الامنية الضرورية لكي تواصل عملها في دارفور". وجاءت تصريحات النور بعد إعلان مبعوث الاممالمتحدة في السودان ومسؤولين اميركيين ان اللائمة تقع على المتمردين في القتال الذي دار هذا الشهر وانهم انتهكوا بذلك بروتوكولا امنيا وقعوه مع الحكومة. وقال آدم أريلي الناطق باسم الخارجية الاميركية في بيان ان القتال ادى الى وقف الانشطة الانسانية و"تسبب في زيادة المعاناة للسكان المدنيين". واضاف: "رسالتنا لجيش حركة تحرير السودان وكل الاطراف الاخرى في السودان واضحة: المجمتع الدولي يتوقع ويطلب ان يتوقف كل العنف وان تراعى كل الاتفاقات". وغادر المتمردون بلدة الطويلة في ولاية شمال دارفور الاربعاء بعد يومين من القتال الضاري الذي اعقب اسابيع من المناوشات بين الميليشيات الموالية للحكومة والمتمردين. ودانت الاممالمتحدة تجدد القتال. وقال مبعوث الاممالمتحدة الى السودان يان برونك ان "جيش تحرير السودان ليس مسؤولا فحسب عن انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار بل ايضا عن انتهاك البروتوكول الامني الذي وقع في ابوجا". وردا على سؤال من الصحافيين في الخرطوم عما اذا كان هجوم المتمردين على مدينة الطويلة يعني ان البروتوكولات عديمة القيمة او غير فعالة، قال برونك "عديمة القيمة، هذا ما تجب معرفته بعد اجتماع اللجنة المشتركة في نجامينا. لكن غير فعالة، نعم هذا حق". وقال برونك الذي كان يتحدث بعد اجتماع طارئ للسفراء ومسؤولي المعونة والحكومة لمناقشة احداث مدينة الطويلة ان من المحتمل ان لا تكون للقادة السياسيين للمتمردين سيطرة كاملة على اعمال قادتهم العسكريين. و قتل 25 متمردا وعدد غير محدد من المدنيين في هجوم على قرية في جنوب دارفور كما افاد مركز الخدمات الاعلامية الحكومي السوداني إس إم سي. واشار المركز الى ان مجموعة من المتمردين هاجمت قرية في منطقة شعيرية وقتلت عددا غير محدد من المدنيين، مضيفا ان افراداً من قبيلة مسيرية ردوا على الهجوم وقتلوا 15 متمردا ولاحقوا آخرين. على صعيد آخر، اعلنت الرئاسة الاميركية في بيان ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيستقبل الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو في الثاني من كانون الاول ديسمبر المقبل في البيت الابيض. وجاء في بيان للرئاسة الاميركية في كراوفورد حيث يمضي الرئيس بوش اجازته حاليا ان "الرئيسين سيبحثان الوضع في دارفور والسودان وساحل العاج".