حذر المتمردون السودانيون الذين قاطعوا أمس المفاوضات مع الحكومة في شأن دارفور في أبوجا من تعرضها للفشل في حال استمرت الحكومة السودانية في شن هجمات في هذا الاقليم، غرب السودان، فيما رفضت الحكومة طلب المتمردين حظر الطيران العسكري واحلال قوات حفظ سلام افريقية مكان القوات الحكومية. وكانت حركتا التمرد قدمتا هذه المطالب خلال المفاوضات الجارية في أبوجا، وعلقتا مشاركتيهما فيها احتجاجاً على هجوم حكومي على مدنيين في دارفور. لكن رئيس الوفد الحكومي إلى المفاوضات وزير الزراعة مجذوب الخليفة أحمد قال في حديث بثته الإذاعة الحكومية، إن هذه المطالب تتعارض مع اتفاق الطرفين في تشاد على وقف النار في نيسان ابريل الماضي، ومع قرار مجلس الأمن الرقم 1556. ودعا المتمردين إلى الكف عن طرح مطالب غير موضوعية، مجدداً التمسك بالحوار والسلام. في موازاة ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن أحمد تقد رئيس وفد "حركة العدل والمساواة"، أحد الفصيلين المتمردين، انه "بين 26 آب اغسطس وهذا الصباح أمس قتل أكثر من 83 مدنياً في هجمات شنتها القوات الحكومية السودانية". وحذر انه "في حال استمر الوضع على ما هو عليه سيكون مصير المفاوضات الفشل". وفيما نفى الوفد الحكومي السوداني المفاوض في أبوجا وقوع أي هجمات في دارفور، رحب تقد بالوعد الذي قطعته لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الافريقي لوقف النار للتحقيق في هذه الانتهاكات. وقال: "نأمل بالحصول على تقرير التحقيق قبل استئناف الاجتماعات"، مضيفاً: "سنشارك في اجتماع اليوم أمس حتى من دون تقرير. لكننا سنطرح المسألة مجدداً مع الاتحاد الافريقي فور بدء أعماله". وذكرت "وكالة الأنباء السودانية" الرسمية ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أعرب، في اتصال هاتفي مع الرئيس عمر البشير، عن "تقديره للجهود التي يبذلها السودان لتسوية أزمة دارفور". وقالت ان انان "وصف بالايجابية التقارير التي تلقاها في هذا الخصوص من ممثلي المنظمة الدولية في المنطقة"، معرباً عن الأمل "في استمرار هذه الجهود". من جانبه قال البشير ان "الحكومة متمسكة بإرساء الأمن في دارفور" وأن "عدداً كبيراً من النازحين يعودون حالياً الى ديارهم طوعياً". وأكد تعهده مضاعفة الجهود لتحقيق السلام" في دارفور. وفي أبوجا، حض رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كناري الحكومة السودانية والمتمردين على استكمال المفاوضات، التي أعلن المتمردون أول من أمس مقاطعتها، اذ "ان الحوار السياسي هو الحل الوحيد الذي يسمح للسودان بالخروج من هذا المأزق"، داعياً الفريقين إلى تطبيق "نزيه" لاتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في نيسان في تشاد. في موازاة ذلك، أعلن الاتحاد الافريقي أنه طلب من مراقبيه في دارفور فتح تحقيق في الهجوم الذي أودى بحياة 64 شخصاً، بحسب المتمردين. وقال الاتحاد في بيان إن "فريق الوساطة يأسف لهذا التعليق الموقت للمحادثات في الوقت الذي تعهد فيه الطرفان حواراً بناء، وطلب الفريق من مراقبي اتفاق وقف النار أن يحقق بالموضوع ويرفع استنتاجاته". يذكر أن الاتحاد الافريقي ارسل إلى دارفور فريقاً من 133 مراقباً وقوة رواندية تضم 150 جندياً، يلتحق بها اليوم 150 جندياً نيجيرياً. إلى ذلك، أعلن الرئيس التنزاني بنجامين مكابا أن دول شرق افريقيا مستعدة للمشاركة في عمليات حفظ السلام في دارفور. وقال في مؤتمر صحافي في نيروبي، حيث عقدت قمة رؤساء دول مجموعة افريقيا الشرقية: "في حال تم التوقيع على اتفاق سلام، فلا بد من ضمانه وحمايته وعندها سنكون مستعدين للمشاركة في هذه العمليات". وأضاف مكابا، وإلى جانبه الرئيسان الأوغندي يويري موسيفيني والكيني مواي كيباكي: "لكن لا بد من حل تفاوضي وعملية سلام مع آلية يتم الاتفاق عليها لاستضافة قوات حفظ السلام" في دارفور.