أول ذكر ورد عن الموز كان في كتابات بوذية يعود تاريخها الى القرن السادس قبل الميلاد، ويقال ان الامبراطور ألكسندر الأكبر أكل أول موزة له في وادي الهندوس في القرن 324 قبل الميلاد. وأول زراعة منظمة للموز شوهدت في بلاد الصين في القرن 200 ق. م. وفي العام 650 ميلادي نقله العرب الى فلسطين ومنها الى القارة الافريقية ومن ثم الى أوروبا ومن بعدها حمله البرتغاليون معهم الى القارة الأميركية. قديماً كان يطلق على الموز اسم طعام الفلاسفة، اذ كان عقلاء الهند وفلاسفتها يتظللون بأشجاره وينهلون من ثمارها اللذيذة ومن ثم يقومون بالتأمل. وعلى ذمة العارفين فإن نابليون بونابرت كان، وهو في منفاه في جزيرة القديسة هيلانة، يفضل أكل الموز على أي غذاء آخر. يعتبر الموز من الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية، فهو غني بالسكاكر البسيطة التي تتواجد بنسبة مرتفعة لا توجد في أي فاكهة اخرى. وهذه السكاكر تكون قبل نضج الموز مواد نشوية قليلة الحلاوة بطيئة الامتصاص من الصعب هضمها، ولكن بعد نضج الموز يتحول النشاء الى سكاكر بسيطة سهلة الهضم سريعة الامتصاص. يمتاز الموز عن غيره من الفواكه والخضار باحتوائه على كمية عالية من معدن البوتاسيوم، فكل موزة تعطي منه قرابة ال 350 ميليغراماً، وبناء على ذلك سمحت منظمة الغذاء والدواء الأميركية لمنتجي الموز ان يكتبوا في اعلاناتهم ان الموز جيد ومفيد في تخفيض خطر التعرض لارتفاع ضغط الدم، فالمعروف عن معدن البوتاسيوم انه يخفض أرقام الضغط وبالتالي يسهم في الحماية من الأزمات القلبية والدماغية. ان البوتاسيوم معدن مهم يتواجد في كل أنحاء الجسم، اذ يشارك في العديد من التفاعلات الكيماوية الحيوية ويلعب دوراً في الحفاظ على التوازن ما بين السوائل والأملاح عدا عن دوره في تنشيط العضلة القلبية. وفي احدى الدراسات التي شملت 200 طالب أميركي كشف الباحثون ان دعم هؤلاء بالموز في وجبة الفطور والاستراحة والغداء ساعدهم على مرور امتحاناتهم بسهولة وقد فسر العلماء ذلك بغنى الموز بمعدن البوتاسيوم الذي يجعل الطلاب اكثر انتباهاً وأشد حذاقة. وطبعاً يحتوي الموز على معادن اخرى منها المغنيزيوم الذي يأتي في الدرجة الثانية بعد البوتاسيوم، وبعده يأتي معدن الحديد في المرتبة الثالثة. والى جانب السكاكر والمعادن يحتوي الموز على الفيتامينات من بينها فيتامينات المجموعة"ب"ما عدا الفيتامين"ب12"الذي يغيب نهائياً عن عالم النبات، والفيتامين"أ"والفيتامين"ث"وكذلك الفيتامين E. ومن ناحية البروتينات فكميتها متواضعة في الموز ولكنها مهمة كونها غنية بالحامض الأميني"تريبتوفان"الذي يتحول في الجسم لصنع مادة مهمة هي الناقل العصبي السيروتونين المشهور بإثارته للانشراح والسعادة. وبينت احدى الدراسات ان اعطاء الموز الى المصابين بالخمول النفسي ساعدهم على ان يكونوا أفضل حالاً. وبالنسبة الى المواد الدهنية فهي شحيحة للغاية في الموز ولكنها هي التي تعطيه النكهة المحببة الخاصة به. أما في ما يتعلق بالألياف فكل 100 غرام من الموز تعطي غرامين من الألياف التي تشمل نوعين هما: السيللوز الذي يحث ويحرض المجرى المعوي. اما النوع الثاني فهو البكتين الذي يشغل دوراً محورياً في تنظيم عمل الامعاء وفي استقلاب السكاكر والأدهان وفي مقاومة الاسهالات. ويفيد الموز في اطفاء الحرقة المعدية فالابحاث الحديثة أظهرت ان الموز يعمل كمضاد طبيعي لحموضة المعدة وهذا يعني انه مفيد في الوقاية من مرض القرحة، أما السبب فيقول البحاثة انه يعود الى احتواء الموز على مركب كيماوي اسمه"مثبط البروتياز"الذي يعمل على مقارعة الجراثيم التي تقف وراء التحريض على نشوء القرحة، عدا هذا فالموز يشكل عازلاً يقف ما بين الاحماض المعدية وجدران المعدة الداخلية بحيث يمنع التماس مباشر مع الغشاء المخاطي وهذا ما يحميها من الفعل المخرش للأحماض. بالمختصر المفيد، ان الموز مفيد للجميع، للرضع والاطفال لأنه يساعدهم على النمو، وللشيوخ لأنه يمدهم بالغذاء والقوة، وللرياضيين بسبب غناه بالسكاكر البسيطة التي تمدهم بالطاقة الآنية وكذلك بالفيتامين"ب"والبوتاسيوم والمغنيزيوم، واذا أخذنا بما تمخضت عنه احدى الدراسات فإن أكل موزة واحدة كل يوم وبانتظام يبعد شر التعرض للأمراض القلبية والوعائية بنسبة 30 في المئة.