ورد ذكر التين في الكتب السماوية، واستعمله الفينيقيون والفراعنة والسومريون للغذاء والعلاج. زرع التين منذ آلاف السنين، والموطن الأصلي له سورية ولبنان وإيران، وحمله الفينيقيون معهم في رحلاتهم البحرية صوب أوروبا الجنوبية، ويقال انه وصل الى اليونان عبر بلدة اسمها كاريا في آسيا. من هنا كانت تسميته «فيكس كاريا»، وكان التين بالنسبة الى أهل اليونان من الأطعمة الجوهرية المهمة عندهم، ويذكر الفيلسوف سقراط اصنافاً عدة من التين في كتابه «دراسة في النبات»، وجاء هوميروس على ذكره في إلياذته، ويقال ان الفيلسوف افلاطون كان من اكثر الناس تناولاً للتين، من هنا أطلق على التين لقب صديق الفلاسفة. وتحدث الأطباء القدامى من عرب وأجانب عن التين وأوردوا عنه: انه يقوي الكبد، ويذهب بالباسور وعسر البول والخفقان والربو وخشونة الصوت، وينفع في الصرع والجنون والوسواس، ويفيد الحوامل والرضع، ويجلو رمل الكلى والمثانة، ويغذي البدن غذاء جيداً، ولأكله على الريق منفعة في تفتيح مجاري الغذاء، خصوصاً اذا أكل مع الجوز واللوز. وعن التين يقول ابن سينا: «أجود التين الأبيض، ثم الأحمر، ثم الأسود، والشديد النضج». اما في الطب الحديث فتُذكر في التين الخصائص الغذائية الآتية: - مئة غرام من التين الطازج تعطي حوالى 55 سعرة حرارية، وهي كمية متوسطة تجعله قريباً من الفواكه الأخرى كالتفاح والخوخ. - يعتبر التين من الفواكه الغنية بالسكاكر، ففي مئة غرام منه نجد كمية ترواح من 9 الى 18 غراماً من هذه السكاكر وذلك بحسب درجة النضج التي وصل اليها، وهي سكاكر بسيطة سريعة الامتصاص في مقدمها سكر الفركتوز وسكر الغلوكوز. - في التين كميات شحيحة للغاية من البروتينات والدهنيات لا قيمة لها من الناحية الغذائية. في المقابل يحتوي التين على كمية غزيرة من الألياف، 2.5 غرام في كل مئة غرام، تتألف في ثلثيها من الألياف غير المنحلّة في الماء، اما الثلث الباقي فهو ألياف منحلّة، من هنا فالتين يعتبر هاضماً ومليناً للأمعاء يعين في ازالة النفخة والريح. وللألياف فوائد جمة، فهي تخفض الكوليسترول، وتبعد شبح الأمراض القلبية الوعائية ومرض السرطان. - من ناحية المعادن، يحتل التين المركز الثالث في الفواكه بعد المندرين والكيوي، ويأتي معدن البوتاسيوم في الطليعة، يليه الكلس والفوسفور والمغنيزيوم، وطبعاً هناك معادن أخرى من بينها الحديد والمنغنيز والزنك والصوديوم والبروم. - من جهة الفيتامينات، توجد في التين زمرة منها، من بينها الفيتامين سي، أ، ب1، ب2، ب3، ب5، ب6، ب ب. بقي ان من الضروري استهلاك التين بسرعة لأنه سريع التفسخ والتخمر، ونظراً الى عدم القدرة على حفظه طويلاً يتم تجفيفه، وهذا الأخير غني عن التعريف، فهو غني بالطاقة والعناصر الغذائية خصوصاً المعدنية منها، فمئة غرام منه تعطي من الكلس والفوسفور أكثر مما تعطيه الكمية ذاتها من الحليب.