جمالك يختلف كلياً بعد سن الثلاثين. إذ يبدأ العدّ العكسي البطيء له... والبطيء جداً اذا احسنت التصرف وتفادي تراكم الاسباب الخارجية والفيزيولوجية التي تؤدي حتمية وجودها الى بدء ظهور التجاعيد التي تستقر ومن دون عودة الى الوراء، الا في استثناءات محددة جداً. فالبشرة تبدأ بالتأقلم مع هذه السن بعدما يستهل الجسم التخفيف من حركة ايضه، وبالتالي من تجدد البشرة التي تتطلب عادة 28 يوماً كي تجدد خلاياها السطحية والعميقة كلياً. ويقول اطباء الجلد ان من الطبيعي جداً ان تبدأ بوادر العمر في الظهور بعد الثلاثين، عبر ولادة التجاعيد الصغيرة جداً والرفيعة لدى تحريك تقاسيم الوجه، اضافة الى التبقع ومشكلة الجفاف في الطبقة السطحية من البشرة، ناهيك بعدم التجانس في مجمل ملمسها. ويؤكد هؤلاء ان بدء ظهور هذه التجاعيد يعود في عشرين في المئة من اسبابه الى الموضوع الجيني والوراثي، فيما 80 في المئة من الاسباب تجد جذورها في التعرض للشمس، سواء أكان في شكل عادي ام مفرط. من هنا اهمية الحماية من اشعة الشمس المؤذية بكل الوسائل المتوافرة، بدءاً باستعمال كريمات حامية منه بدرجة 15 على الاقل، اضافة الى استعمال الكريم اليومي الغني بعناصر مضادة للتأكسد للحؤول دون تأثر خلايا البشرة بالجذريات الحرة التي تقضي عليها، كما تحافظ على ترطيبها المعتدل، لأن التجاعيد تجد مرتعها في البشرة الجافة. اما محيط العينين فيتطلب ايضاً كريماً خاصاً نظراً الى نحافة البشرة في هذه المساحة وتعرضها السريع للعطب ولظهور التجاعيد بقوة. ويشدد خبراء التجميل على اهمية الاهتمام اليومي بالبشرة عبر تنظيفها واستعمال المستحضرات الكفيلة بحمايتها من الاعتداءات الخارجية. ويشير خبراء التجميل الى وجوب استعمال مستحضر ناعم لتقشير البشرة وتخليصها من من الخلايا الميتة، ما يسهم في تجدد خلاياها التحتية وعودة النضارة اليها، خصوصاً اذا اقترنت هذه الخطوة باستعمال كريم ليلي يحتوي على احماض الفاكهة والريتينول او غيرها من المكونات التي تسهم في تنشيط الخلايا ليلاً لمساعدتها على التصدي للتجاعيد مستقبلاً. ويكتسب هذا الاجراء اهمية اكبر بعد عمر الثلاثين الذي يجب ان يخصص للوقاية من التجاعيد وتأخير ظهورها، وليس لعلاجها، نظراً الى ان البشرة تفتقر الى النعومة ابتداء من هذا العمر بعدما يتباطأ عمل الغدد الدهنية التي يتراجع نشاطها في شكل لافت، ما يجعل البشرة تعاني الجفاف، فتتسارع اليها بالتالي التجاعيد. ويشكل التدخين والتعرض المفرط للشمس والتلوث عوامل اساسية تسرّع في شيخوخة البشرة. ومن الممكن مرافقة هذه الخطوات بعلاج في عيادة طبيب الجلد، يتمحور حول جلسات تنشيط ضوئي، على أن يفصل بين الجلسة والأخرى، شهر على الأقل، ما يجعلها تنعكس شباباً على البشرة ويدوم مفعولها بين سنة وخمس سنوات. كما قد يلجأ البعض إلى حلول اكثر جذرية عبر"تقشير"البشرة اصطناعياً في العيادة الطبية، للتخلص من الطبقة الخارجية وجعلها تستحدث طبقة ثانية اكثر نضارة. وهناك أنواع عدة من هذه العملية، إضافة إلى علاجات شد عضلات الوجه بوسائل تجميلية متنوعة، أكانت كريمات ام تدليكاً خاصاً. أما علاج ال ATV فيتم على شكل جلسات أسبوعية ويتمحور حول تدليك البشرة اسبوعياً بأمصال مغذية ومرطبة. وتترافق الخطوة مع خطوات أخرى تهدف إلى تحريك معدل عملية ايض الجسم وتسريعها بفضل الرياضة، اذ ان رفع قدرات عضلات الجسم كله تتم عبر التمارين الرياضية المنتظمة التي تسهم في التخفيف من احتباس الماء في الجسم، وبالتالي في تنشيط خلايا البشرة لتسرع في تجددها بعد ان يؤدي تقلب الهورمونات واختلال توازن كميات السكر في الدم، الى تباطؤ الايض. ويكتسب النظام الغذائي هنا، اهمية قصوى لمساعدة الجسم على مواجهة مرحلة جديدة من عمره، خصوصاً انه قد يسهم في تحسين مستويات الطاقة الجسدية والتخفيف من الارهاق النفسي والجسدي. ويرتكز هذا النظام على المقادير الغنية بالفيتامينات ولا سيما منها الفيتامين B الضروري والاساس لتوازن هورمونات الجسم، اضافة الى الخضر والفاكهة الغنية بالبوتاسيوم والحبوب الكاملة والبذور. كما يفترض التخفيف من استهلاك الملح منعاً لانتشار"السيلوليت"في مساحات الجسم كما لاحتباس السوائل في الجسم.