كيف تحققين العناية الكاملة لبشرتك بما يتناسبك مع عمرك؟ يطرح هذا السؤال الكثير من الاهتمام من جهة كما يثير الالتباس من جهة أخرى. ويرى بعض الخبراء أن الحاجة إلى اتخاذ روتين خاص للعناية بالبشرة في سن معين ربما لا يكون ذا أهمية لأن وظيفة الجلد الأساسية لا تتغير بدرجة كبيرة. بينما يؤكد آخرون بأن روتين العناية بالبشرة لابدّ أن يخضع للتغيرات الهرمونية في الجسم خاصة تلك المرتبطة بسن الشيخوخة. وربما كان أكثر الآراء صحة هو الرأي الواقع بينهما حيث إن الآلية الجوهرية لوظيفة الجلد هي ذاتها في جميع مراحل العمر، ولكن هذا لا ينفي أن العديد من التغيرات قد تطرأ ومن ضمنها معدل الأيض، ومعدل دورة الخلايا وتجددها، ومستويات الهرمونات، وتراكم الخلايا التالفة والشوائب الجزيئية، وانتشار الالتهابات وغيرها. وهكذا تضفي هذه الأمور جوانب إضافية من الأولى أن تؤخذ بعين الاعتبار. العمر البيولوجي مقابل الزمني لا يكفي النظر إلى تاريخ الميلاد للحكم على عمر بشرتك بل يعتمد الأمر أيضاً على العوامل البيولوجية. ورغم أن التفاوت بين العمر الزمني والبيولوجي ليس بالكبير إلا أنهما غير متطابقين. يختلف معدل الشيخوخة بين الناس بناء على الاختلافات الوراثية وأسلوب الحياة. وبالنسبة لشيخوخة الجلد تحديداً (مقارنة بأنسجة الجسم الأخرى) فإن التفاوت يبدو عالياً لأن الجلد هو الأكثر عرضة للبيئة المحيطة. وعند الرغبة بالاعتناء بالبشرة يمكنك الاستناد إلى العمر الزمني كنقطة انطلاق ولكن عليك أن تأخذي العوامل البيولوجية في الاعتبار فلربما تكون قد تركت مفعولها على بشرتك وأثرت في معدل الشيخوخة لديكِ. على سبيل المثال إذا كنت في العشرينات من العمر في الوقت الذي تعاني فيه بشرتك من أضرار أشعة الشمس فقد تستفيدين من العلاجات المضادة للتجاعيد(مثل تريتينوين الملقب ريتين A) التي عادة ما يوصى باستخدامها في وقت لاحق من العمر. وإذا كنتِ تمرين بانقطاع الطمث المبكر في أواخر الثلاثينات فإن أدوية هرمون الاستروجين الموضعية أو البروجسترون يمكن أن تكون فعالة على الرغم من أنها توصف عادة للسيدات في أواخر الأربعينات. هناك عدد من الممارسات الأساسية والضرورية التي توفر عناية مثالية للبشرة في جميع مراحل العمر، والتجاوز عنها يعيق ما تبقى من روتينك. احرصي على حماية بشرتك من الأضرار التي يمكن تجنبها خاصة تلك الناجمة عن أشعة الشمس. اتبعي روتيناً أساسياً بشكل يومي للعناية ببشرتك وفق ما يناسب بشرتك. ثم حددي ما إذا كنتِ بحاجة إلى خطوات إضافية أو برنامج خاص للعناية بالبشرة استناداً إلى الفئة العمرية. الاعتبارات والخطوات التابعة للفئات العمرية نتناول فيما يلي كيفية العناية بالبشرة بالنظر إلى الفئة العمرية، ويمكنك تحديد الفئة التي تناسبك: العناية بالبشرة في العشرينات تبدأ أولى قواعد العناية بالبشرة في حمايتها من كل مايمكن تجنبه من الأضرار وتحديداً أشعة الشمس، واتباع روتين يومي للعناية بالبشرة يتماشى ونوع بشرتك. ويمكنك الحصول على نتائج أفضل عند مراعاة التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الجلد في أوائل مرحلة البلوغ. في مرحلة العشرينات لا تزال عملية تجدد الخلايا تتم على درجة عالية. وبالتالي لا ينصح بالتقشير في مراحل العشرينات بل إن تقشير البشرة بصورة متكررة في هذا العمر يزيدها سوءا. ويرى بعض الذين يعانون من حب الشباب تحسناً من حيث الحد من ظهور البثور عند استخدام مواد التقشير الكيميائي المعتدلة ومنها على وجه الخصوص بيتا هيدروكسي beta-hydroxy وأحماض ألفا هيدروكسي alpha-hydroxy acids. وفي هذه الحالة يمكن الاستفادة فعلاً من التقشير الكيميائي الطفيف. من غير الشائع أن تصاب البشرة بالجفاف في سن العشرينات لأن الهرمونات لا تزال في مستوياتها العالية كما أن الغدد الدهنية في صحة جيدة، وعادة لا حاجة لترطيب البشرة على نحو متكرر في هذه السن وربما تستغنين تماما عن ترطيب بشرتك إذا كانت دهنية بطبيعتها. وفي جميع الأحوال ينصح باستخدام كريمات الترطيب الخالية من الدهون أو التي تحتوي على نسبة قليلة من الزيوت إلا إذا كانت بشرتك من النوع الجاف تحديداً. وبالمقابل عليك الاعتناء ببشرتك التي تبدو دهنية في فترة الشباب وعدم تجريدها تماما من الدهون الطبيعية التي تفرزها. وبالتالي من الأفضل تجنب الصابون الخشن والتونر المحتوي على الكحول وعوامل تجفيف البشرة الأخرى. وهناك نسبة كبيرة من الناس فوق سن العشرين تعاني نوعاً من حب الشباب وتعتبر في معظمها من الدرجة المعتدلة. ومن الأفضل استخدام منتجات العناية بالبشرة الخالية من الدهون أو المحتوية على نسبة طفيفة منها والتي لا تسبب انسداد مسامات الجلد noncomedogenic skin care products. إذا استمر حب الشباب في الظهور بعد سن العشرين فإنك بحاجة لمعالجتها وتجنبي العلاجات أو المواد غير اللطيفة على البشرة التي سبق أن استخدمتها في سن المراهقة. في معظم الحالات خلال مرحلة العشرينات فإن الوقت لعلاج تجاعيد البشرة لم يحن بعد ومن السابق لأوانه العبث بمعدل نمو الخلايا أو التركيز على تحفيز تكوين الكولاجين في الجلد. ولذلك من غير المستحسن عموماً البدء ببعض العلاجات كالرتينوئيدات (مثل تريتينوين المعروف باسم ريتين A)، والهرمونات، وعوامل النمو وما شابه ذلك. ويمكن اتباع جميع الخطوات الإضافية لمنع التجاعيد في مراحل لاحقة من العمر. ويمكنك اتباع روتين خاص بالعناية بالبشرة مزود بالمنتجات المحتوية على عناصر واقية مثل مضادات الأكسدة أو مضادات الالتهابات. ومن أنواع المنتجات المفيدة تلك التي تحتوي على خلاصة الشاي الأخضر وخلاصة الرمان وفيتامين E. العناية بالبشرة في سن الثلاثينات تبدأ أولى خطوات العناية بالبشرة في أي مرحلة عمرية من منطلق حمايتها من كل ما يمكن تجنبه من الأضرار المحتملة وتحديداً أشعة الشمس. إلى جانب اتباع نظام خاص بالعناية اليومية بما يناسب نوع بشرتك. ويمكنك تحقيق الرعاية المثلى لبشرتك إذا أخذت بعين الاعتبار التغيرات الفيسيولوجية التي تطرأ على الجلد في العقد الرابع من العمر. وتبدأ التغيرات الفيسيولوجيه وعلامات شيخوخة الجلد بالظهور بعد الثلاثين من العمر. حيث تنحفض معدلات الهرمونات وتبدأ عوامل النمو بالتدني (وعند بعض الأشخاص تحدث هذه التغيرات على نحو أسرع) كما تقل سرعة التمثيل الغذائي وعملية تجدد الخلايا في الجسم. وعندها تكون البشرة عرضة لتراكم الأضرار الكافية لجعلها تبدو خشنة وجافة مع ظهور الخطوط الدقيقة والتصبغات الجلدية. وهذا هو الوقت المناسب لمنح البشرة اهتماما أكبر. ضمان ترطيب البشرة الجفاف من العلامات الجلدية التي تبدأ بالظهور في سن الثلاثين، وعلى الرغم من أن الترطيب وحده لا يكفي لتوفير العناية اللازمة في سبيل مكافحة الشيخوخة إلا أنه ضروري لنجاح الخطوات الأخرى وعملها بالشكل الصحيح. التقشير إذا استدعى الأمر في الثلاثينات، تصبح بشرتك (طبقة الجلد الخارجية) أكثر جفافا وأكثر سمكا مما كانت عليه في سن المراهقة أو العشرينات لأن خلايا الجلد (الكيراتينية) لم تعد تتجدد بالسرعة التي كانت عليها سابقاً. ونتيجة لذلك تظهر بشرتك باهتة وجافة وأقل نعومة. إذا لاحظتِ هذه العلامات على بشرتك فقد يساعدك التقشير الكيميائي الخفيف مثل أحماض ألفا وبيتا هيدروكسي بشكل دوري على استعادة صحة البشرة وجعلها أكثر شباباً من خلال إزالة طبقة الخلايا الكيراتينية الميتة عن سطح الجلد. ومع ذلك لا ينصح بالتقشير المفرط. حيث إن التقشير الزائد يعمل على تهييج البشرة بصورة مزمنة مما يعجل من شيخوخة الجلد. تلاحظ العديد من السيدات فوق سن الثلاثين بداية ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة. وقد يكون هذا هو الوقت المناسب للبدء في استخدام منتجات العناية بالبشرة التي أثبتت الدراسات فعاليتها في الحدّ من التجاعيد. ومن تلك المواد الفعالة الرتينوئيدات (مثل تريتينوين الملقب ريتين A) وعائلة فيتامين C (حمض الأسكوربيك L-ascorbic acid وبعض مشتقاته). ومن المواد الإضافية التي قد تساعد في مكافحة التجاعيد على درجة أقل حمض Lipoic، وببتيدات النحاس copper peptides، وغيرها. ولكل منها إيجابياتها وسلبياتها بالإضافة إلى أنها قد تكون مناسبة لفئة من الناس دون غيرهم. كما تظهرعند بعض السيدات فوق سن الثلاثين بعض التغيرات الجلدية التي تتجاوز جفاف البشرة أو ملمسها الخشن أو لونها الباهت أو الخطوط الدقيقة. ومن ذلك التجاعيد المعتدلة نسبياً التي تظهر بشكل ملحوظ مع تعابير الوجه وأثناء الحركة في مناطق الثنيات من الجلد. ومع مرور الوقت تترسخ هذه التجاعيد أكثر فأكثر في طبقة الأدمة مما يجعلها أعمق. يمكن تحسين التجاعيد التي تظهر مع حركة الوجه عن طريق التخفيف من سببها وهو حركة الجلد ضمن ثنيات الجلد. وتتمثل أفضل الطرق لتخفيف التجاعيد في حقن البوتكس Botox. يعمل البوتكس بشكل ملحوظ على تحسين التجاعيد تحديداً الخطوط الأفقية على الجبين وخطوط التجهم الواقعة بين الحاجبين، والخطوط الدقيقة حول العين crow's feet، والتجاعيد العمودية من الشفة العليا وتقل فائدة البوتكس في إخفاء التجاعيد العميقة الثابتة مثل خطي الضحك على جانبي الفم لأنه لا يؤثر إلا في التجاعيد التي تظهر مع حركة عضلات الوجه.