عقدت القوى السياسية العراقية المعترضة على نتائج الانتخابات اجتماعاً في مقر حركة"الوفاق الوطني"العراقي الذي يرأسه اياد علاوي للخروج بموقف مشترك من العملية السياسية الحكومة الدائمة، في ظل الاتهامات بتزوير نتائج الانتخابات على خلفية لقاءات عقدها ممثلو هذه القوى مع السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد وأعضاء بارزين في الاتحاد الأوروبي. وردت المفوضية العليا للانتخابات على هذه الاتهامات بأنها تدرس كل الشكاوى المقدمة اليها. ونفت قائمة"الائتلاف"الشيعية ان تكون تصريحات السفير الاميركي في العراق هجوماً عليها، فيما هنأ الرئيس جورج بوش نظيره العراقي جلال طالبانيعلى الانتخابات. واجتمع اكثر من 20 كياناً سياسياً اعترضوا على نتائج الانتخابات التي اعلنت أول من أمس وأظهرت فوزاً ساحقاً ل"الائتلاف"و"التحالف الكردستاني"مع فارق النسبة، لمناقشة الخروقات المثبتة لدى كل قائمة خاضت العملية الانتخابية لتوحيدها مع الأدلة التي تؤكد حدوث"التلاعب والتزوير في نتائج التصويت". واكدت الأحزاب المجتمعة"القائمة العراقية الوطنية"و"حركة الوفاق والحركة الاشتراكية العربية"و"الحزب الشيوعي العراقي"و"تجمع الجمهوريين"و"تجمع الديموقراطيين المستقلين"و"جبهة التوافق العراقية"سنية و"الحزب الإسلامي العراقي"و"مجلس الحوار الوطني"و"مؤتمر اهل العراق"و"الجبهة العراقية للحوار الوطني"و"مجلس أعيان الموصل"و"مجلس أعيان العراق"وشخصيات اخرى، رغبتها في"تدويل قضية تزوير نتائج الانتخابات بعد صمت المفوضية العليا المستقلة عن الشكاوى المقدمة اليها". وخلص الاجتماع الى تشكيل"غرفة عمليات"تأخذ على عاتقها جمع الأدلة والشكاوى وتوحيدها وإرسالها الى منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي، والجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي ل"التنديد بالتزوير الذي جرى في الانتخابات واعتباره سبيلاً لإنقاص شرعية الحكومة المقبلة ما لم تتم معالجته التزوير قبيل تشكيلها". وأكدت مصادر مطلعة على الاجتماع ل"الحياة"عقد لقاء مسبق بين زلماي خليل زاد واياد علاوي وعدد من مرشحي قائمته لبحث مسألة تزوير الانتخابات، وجرى خلاله التنسيق للتحرك ضد نتائج الانتخابات. كما عقدت"جبهة التوافق"السنية وموفدين للاتحاد الأوروبي اجتماعاً من شأنه جعل الأخير الجهة التي ستتبنى مطالب القوى المعترضة على الانتخابات لاسيما العرب السنة، بعدما أبدت شخصيات في الاتحاد رغبتها في تدويل القضية، وإيصال"الشكاوى الى أروقة الأممالمتحدة". وقال رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك ان الاجتماع عقد"لتعريف المجتمع الدولي بحقيقة ما جرى في الانتخابات لإبطال نتائجها في عموم المدن العراقية ومن دون استثناء، والعمل لإعادتها بعيداً عن الميليشيات المسلحة والتدخلات الإقليمية ومفوضية الانتخابات الحالية". وأضاف ل"الحياة"ان"القوى المعترضة على النتائج تتهم المفوضية بالدرجة الاساس لسماحها بحدوث تلاعبات في التصويت عن طريق غض النظر عن موظفين ينتمون الى أحزاب سياسية". وزاد المطلك ان"هذه القوى لن تتوانى عن تصعيد موقفها عالمياً وعربياً وستعمل على تحريك القاعدة الجماهيرية للتظاهر ضد أي حكومة ستتشكل وفق هذه الانتخابات"، مشيراً الى ان"الانسحاب قائم من العملية السياسية في حال عدم الأخذ بوجهات نظرنا القوى المعترضة وسيكون انسحاباً جماعياً". وقال رئيس القائمة السنية عدنان الدليمي، ان الاخيرة"لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء عمليات التزوير"، مشيراً الى ان"السكوت عن نتائج الانتخابات من شأنه الانعكاس سلباً على الوضع الأمني". واعتبر العضو في قائمة علاوي عدنان الجنابي ان"جميع القوى السياسية المشاركة في الانتخابات على اختلاف توجهاتها وطوائفها أكدت حصول خروقات، فلماذا يصار الى الاعتماد على النتائج إذن". وقال ل"الحياة"ان"الجميع ملزم ببناء حكومة وطنية حقيقية لما اراده الشعب العراقي". وعقد رئيس مجلس المفوضين حسين الهنداوي مؤتمراً صحافياً أكد خلاله ان المفوضية تدرس جميع الشكاوى المقدمة اليها". وقال انه تلقى 1250 شكوى لكن 25 منها فقط واقعة في المربع الأحمر أي يمكنها بعد ثبات حصولها إلغاء نتائج التصويت في المحطة الانتخابية التي حدثت فيها الخروق. وأضاف: ان"المفوضية تواصل تدقيق النتائج التي أعلنتها ميدانياً ويدوياً واليكترونياً وعشوائياً". ورفض اتهام المفوضية بعدم النزاهة، وقال انها"هيئة فنية مستقلة وان حدوث الخروقات لا يعني ضلوعها المفوضية فيها، كما ان جميع تقارير فرق المراقبة المستقلة أكدت نزاهة موظفي المفوضية واستقلاليتهم". وكشف الهنداوي نسب المشاركة في الانتخابات فقال ان 10893413 ناخباً صوتوا في الانتخابات بنسبة مشاركة وصلت الى 69 في المئة. الى ذلك رفض"الائتلاف"الشيعي اعتبار تصريحات زلماي خليل زاد في بغداد، التي انتقد فيها وزير الداخلية باقر جبر صولاغ واعتبره طائفياً على خلفية تعذيب سجناء في قبو الجادرية التابع للوزارة، هجوما ًاميركياً ضد"الائتلاف". وقال القيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"رضا جواد تقي ل"الحياة":"لا يوجد هجوم اميركي او من أي جهة او دولة ضد الائتلاف بسبب ما يدور حول حدوث تزوير في الانتخابات او بسبب الاتهامات التي تطلقها بعض الجهات لحكومة ابراهيم الجعفري كونها فشلت في أداء مهماتها". واضاف:"لا اعتقد بأن زاد يصرح بهذا الشكل واظن ان الخبر مفبرك او انه ترجم خطأً". وسخر تقي من اخبار ترددت أمس مفادها ان القوات الاميركية اعتقلت وزير الداخلية، نافياً الامر"جملة وتفصيلاً". وافاد مكتب رئيس الجمهورية جلال طالباني في بيان صحافي ان الرئيس جورج بوش هنأه الثلثاء في اتصال هاتفي ل"نجاح الانتخابات والمشاركة الجماهيرية الواسعة في هذه العملية الديموقراطية". وبحسب البيان فإن بوش أكد لطالباني"دعم بلاده للعراق الجديد حتى يتحقق النصر النهائي على فلول الإرهابيين وتستكمل العملية السياسية في البلاد". واوضح البيان ان بوش اشاد بالجهود التي بذلها رئيس الجمهورية في انجاح الانتخابات معرباً عن امله بان"لا يستغرق تشكيل الحكومة الجديدة وقتاً طويلاً وان تكون حكومة ائتلافية قوية تشارك فيها جميع الأطياف الرئيسية". وأعرب طالباني بدوره عن امتنانه للرئيس الأميركي و"شكره على الدور الذي لعبته الولاياتالمتحدة في تحرير العراق من الديكتاتورية البغيضة وتهيئة الظروف الملائمة التي مكنت العراقيين من التوجه الى صناديق الاقتراع ثلاث مرات في غضون عام واحد لاختيار ممثليهم الحقيقيين". وأكد طالباني"إصرار العراقيين على الوصول الى النصر النهائي وتواصل الجهود من اجل تشكيل حكومة ائتلافية قوية ومسؤولة تشارك فيها كل الكتل السياسية العراقية الرئيسية وخاصة العرب السنة". من جهة أخرى، اكدت الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث في بيان تسلمت"الحياة"نسخة منه موافقة"الهيئة القضائية الانتخابية الانتقالية"المسؤولة عن الدعاوى المقدمة في الانتخابات على الطعن الذي قدمته الهيئة الى المفوضية ويتعلق برفضها 158 مرشحاً للانتخابات لشمولهم بقرارات الاجتثاث. وأكد البيان ان هؤلاء"المرشحين لا يحق لهم الجلوس تحت قبة البرلمان بحسب قرار الهيئة القضائية". وكانت المفوضية رفضت قرار هيئة الاجتثاث الغاء ترشيح بعض الأشخاص بحجة عدم وجود أدلة تبين انتماءهم الى البعث المنحل، ما حدا بهيئة الاجتثاث الى تقديم الطعن لدى المحكمة الانتخابية، ولفت البيان الى ان"هيئة الاجتثاث تحتفظ بحق الاعتراضات التي يقدمها المرشحون المشمولون بالاجتثاث". وكانت هيئة الاجتثاث طالبت في مذكرة رفعتها الى المفوضية بالغاء ترشيح حازم الشعلان، وراسم العوادي، وسعد عاصم الجنابي، وعدنان الجنابي، وباستثناء الشعلان الذي رأس قائمة مستقلة برلمان القوى الوطنية فإن الثلاثة الآخرين مرشحون على قائمة اياد علاوي. وزاد البيان ان المفوضية"خالفت قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي حدد اهلية المرشحين بعدم انتمائهم الى حزب البعث بدرجة عضو فرقة فما فوق، كما ان قرارها بتجاهل قانون الاجتثاث هو اجراء سياسي رغم كونها جهة مستقلة".