انتقد"حزب الدعوة الاسلامية"في العراق أمس، مسعى رئيس الحكومة الموقتة أياد علاوي الى الحوار اذا كان سيؤدي الى عودة حزب"البعث"الى الحياة السياسية، وأكد انه"لا يمكن اجراء حوار مع الجماعات المسلحة وازلام النظام السابق في أي حال من الاحوال". وقال نائب رئيس الحزب جواد المالكي ل"الحياة":"يجب ان يحتكم علاوي الى هيئة اجتثاث البعث لتحديد امكان الحوار مع هذا البعثي أو ذاك، وأن لا يتجاوز الاجراءات المتفق عليها في هذا الشأن". وتابع:"من اخطاء علاوي في الوقت الراهن اعادة 130 عضواً شيعياً في حزب البعث الى وظائفهم، رغم ان الاجراءات المتفق عليها تدين ذلك وتمنعه". واضاف المالكي ان الحوار الوطني الذي رعاه علاوي قبل الانتخابات كان يقوم على اساس الاستئثار بالسلطة لا التوافق ولذلك اخفق. وكشف ان علاوي يجري الآن حواراً محدوداً مع زعماء بعض القوائم الانتخابية ابرزهم الشريف علي بن الحسين وعدنان الباجه جي وزعامات حزب الدعوة والمجلس الاعلى. وقال ان هناك اتفاقاً مبدئياً على تنظيم مؤتمر للحوار الوطني الشامل. من جهته، أكد عماد شبيب، مقرر الشؤون السياسية في"حزب الوفاق الوطني العراقي"بزعامة علاوي، ل"الحياة"ان الحوار"ممكن جداً مع الجماعات المسلحة اذا قررت هذه الاخيرة التخلي عن السلاح". وأشار الى أن"سياسة علاوي في ادارة الحوار الوطني تقضي بفتح ابواب هذا الحوار امام جميع العراقيين وعدم استثناء أحد". وعلمت"الحياة"ان علاوي كلف رئيس هيئة الاعلام في حزبه ابراهيم الجنابي، اجراء اتصالات بجماعات مسلحة في محافظة الانبار وبعض مناطق بغداد، أبرزها اللطيفية والمحمودية. ويعتقد ان معظم قيادات هذه الجماعات تتحدر من عشيرة الجنابيين. من جهة اخرى، حذر حيدر الموسوي، الناطق الرسمي باسم"حزب المؤتمر الوطني العراقي"بقيادة احمد الجلبي، من اي مسعى يفضي الى استقلالية المؤسستين العسكرية والامنية في العراق. وقال ل"الحياة"ان الحديث عن استقلالية المؤسسات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية أمر غير مقبول. وزاد:"لا يستطيع الاميركيون التصادم مع قرار المجلس الوطني العراقي المنتخب اذا قررت القائمة التي فازت بالغالبية تعيين وزيرين جديدين". وشدد على ان قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"القريبة من المرجعية الشيعية سيكون لها الثقل في تشكيل الحكومة المقبلة، طالما ان المعلومات ترجح فوزها بغالبية المقاعد. وافاد:"هذه الحكومة وحدها ستكون معنية بتسيير وزارتي الدفاع والداخلية". واعتبر ان هدف اي حديث عن استقلالية وزارتي الداخلية والدفاع ارباك الجهود لتشكيل حكومة من قائمة الائتلاف او محاولة لاختبار اطراف هذه القائمة. ولم يستبعد المالكي تركيز الائتلاف على رئاسة الحكومة بالذات مع توزيع المناصب الأخرى على باقي الأطراف السياسية وحسب ثقلها السياسي والاجتماعي، من دون اقصاء أي طرف. الموسوي وأيار وعلى صعيد آخر، نفى الناطق باسم المفوضية العليا للانتخابات فريد أيار امس اتهامات وجهها اليه الامين العام ل"المجلس السياسي الشيعي"حسين الموسوي بتلقي رشوة من رئيس الوزراء اياد علاوي لتغيير نتائج الانتخابات، ووصفها بانها"تخرصات معيبة". وأوضح أيار ان"آلية جمع واعلان نتائج الانتخابات لا تتحمل أي تلاعب أو تزوير في مقر المفوضية في بغداد". وأشار إلى ان"اعلان النتائج يبدأ في المراكز الانتخابية وبشكل علني ثم ترسل إلى المفوضية وفق محاضر رسمية ومن كل مراكز الاقتراع من داخل العراق وخارجه، وبهذه الطريقة يوصد الباب أمام أي محاولة للتلاعب فيها". وكان الموسوي اعتبر ان"تأخير اعلان النتائج دليل على ما يجري في الخفاء"وان ايار حصل في مقابل ذلك على"دار سكنية في المنطقة الخضراء"المحصنة في قلب بغداد. الى ذلك، أكد"الحزب الشيوعي العراقي"ان اشارته الى خروقات ومخالفات أثناء الانتخابات"لا يعني الطعن فيها"، وقال الامين العام حميد مجيد موسى ل"الحياة"انه"لا داعي للقلق والتشكيك في صدقية المفوضية العليا"، داعياً جميع الأطراف إلى"توفير أجواء مرونة والابتعاد عن التوتر الذي يفسد العرس العراقي البهيج"، لافتاً إلى ان باب الاعتراض مفتوح"في حال وجود مخالفات في عمليات الفرز".