طالب «المجلس الاسلامي الأعلى العراقي» المعترضين على نتائج الانتخابات التشريعية بتقديم «أدلة وقرائن ثبوتية» حول حدوث عمليات تزوير. وجدد «ائتلاف دولة القانون» دعوته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الى اعادة عملية العد والفرز يدوياً، فيما جددت المفوضية رفضها ودعت الأطراف المعترضة إلى اللجوء إلى القضاء العراقي والطعن في النتائج النهائية التي ستعلن يوم الجمعة المقبل. وفي تطور لافت طالب الشيخ همام حمودي، المسؤول البارز في «المجلس الاسلامي الأعلى» بزعامة عمار الحكيم في بيان أمس المعترضين على نتائج الانتخابات بتقديم «أدلة وقرائن ثبوتية» في خصوص حدوث عمليات تزوير. ودعا الى «اعتماد الأسلوب القانوني وتقديم الأدلة والقرائن الثبوتية على التجاوزات والخروقات بحق القوائم الانتخابية أو المرشحين». كما طالب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات «بمزيد من الشفافية واعطاء الاجابات الواضحة، ولقاء الجهات الرسمية التي طلبت اعادة العد والفرز»، مشيداً ب «نجاح العملية الانتخابية». وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني دعا المشككين في نتائج الانتخابات التشريعية الى تقديم «دلائل دامغة» على حصول عمليات تزوير. وفي هذه الأثناء، اتسعت دائرة الاعتراضات على النتائج الاولية المعلنة والمطالبة بإعادة عد الأصوات يدوياً، وانضم الى هذه الدعوة «وحدة العراق» بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني» و «جبهة التوافق العراقي»، إضافة الى قائمة رئيس الوزراء «دولة القانون». وقال القيادي في «دولة القانون» خالد الاسدي ل «الحياة» إن «على مفوضية الانتخابات اعادة النظر في مسألة عملية العد والفرز وفقاً لمطالب الكتل والكيانات المشاركة في الانتخابات التي تريد اعادة تلك العملية ولكن وفقاً للآلية اليدوية». وأضاف: «يجب أن تتخلى ادارة المفوضية عن موقفها المتزمت حول رفض المطالب التي تنادي بأهمية تلك الاجراءات». وأوضح أن «ممانعة المفوضية حول هذا الموضوع ربما ستفضي الى عدد من المشكلات لأن جبهة تلك المطالب توسعت، وزادت الكيانات والائتلافات التي دعت المفوضية الى الغاء عملية الفرز الالكتروني والعمل بالآلية اليدوية». وعزا مرشح عن قائمة «التوافق العراقي» هاشم الطائي تأييد قائمته إعادة فرز الأصوات إلى وجود تزوير في بعض المناطق التي حاز فيها «التوافق» على أصوات غير مرضية. وقال الطائي في تصريح صحافي إن قائمته تؤيد إعادة فرز الأصوات «وبخاصة في محافظتي نينوى وديالى وفي بغداد»، مشيراً إلى حصول تزوير في تلك المناطق ورفع حوالى 60 شكوى إلى المفوضية في هذا الصدد. إلا ان عضو مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات كريم التميمي ل «الحياة» أكد ان «المفوضية لن تعيد فرز الأصوات يدوياً في بعض المحافظات العراقية لأن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً، وفي امكان الاطراف المعترضة أن تلجأ الى القضاء العراقي وتطعن في النتائج النهائية التي ستعلن يوم الجمعة المقبل». وشدد على أن المفوضية «لن تقوم بهذا الأمر نزولاً عند مطالب بعض الكتل بإعادة فرز الأصوات يدوياً، وخصوصاً أن الفرز الآلي شارف على الانتهاء، وهناك رداً رسمياً باجماع مجلس المفوضين بألا يكون هناك فرز جديد». وأضاف التميمي أن «كل الكيانات تسلمت نتائج الفرز والعد على قرص مدمج بعد التدقيق فيها»، داعياً إياها إلى مقارنة هذه النتائج بالنتائج التي لديها. وكانت مفوضية الانتخابات أعلنت أمس أن نسبة الادخال في نتائج تصويت الخارج بلغت 70 في المئة، بحسب عضو مجلس المفوضين اياد الكناني الذي أشار في تصريح صحافي الى «أن المفوضية في صدد استكمال الاستمارات التي تحتاج الى تدقيق». وأعلن أن «مجلس المفوضين قرر الغاء نتائج ست محطات انتخابية لورود شكاوى حمراء عليها»، مشيراً الى أن «عدد الشكاوى الكلي بلغ حتى أمس 1979 شكوى». ولفت الى أن «عدد أوراق الاقتراع الاجمالية المتبقية تمثل خمسة في المئة تقدر بحوالى 700 الف ورقة اقتراع». الى ذلك، أكدت جامعة الدول العربية احترامها نتائج الانتخابات في العراق، مشددة على أن الفيصل والحاكم بين كل القوى السياسية والمرشحين هو الاحتكام إلى صندوق الانتخابات، وداعية إلى وضع مصلحة العراق فوق الجميع. وأشار بيان وُزع أمس الثلثاء في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية إلى «أن رئيس بعثة الجامعة العربية في العراق سيقدم تقريراً للأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في خصوص نتائج الانتخابات العراقية». من جهته، أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية «أنه ليس هناك شك، أن ما يهمنا هو أن تكون نتائج الانتخابات في العراق هي الفيصل والحاكم بين الجميع»، لافتاً إلى أن الجامعة العربية يهمها أن تكون هناك تهدئة في العراق بين القوى السياسية والمرشحين والاحتكام إلى صندوق الانتخابات». وطالب بن حلي الجميع بوضع مصلحة العراق فوق أي مصلحة حزبية ضيقة. وقال إن «هدفنا هو إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي ونتائجه وإنطلاق العراق إلى مرحلة أخرى جديدة يتمناها الشعب العراقي وكل الشعوب العربية للخروج من هذه المرحلة الصعبة».